top of page
صورة الكاتبAdmin

المصفاة الثلاثية  - حسين علي يوسف عبيدات


المصفاة الثلاثية - حسين علي يوسف عبيدات

--------------------------------------

بسمة الصباح ... صباح الخير ... هناك كثير من الأمور الصغيرة في حياتنا تؤثر في بناء القواعد الإجتماعية وتؤدي في النهاية الى جمال الحياة في حضارة اساسها سلوكيات الفرد ... والحق يقال باننا جميعا نتجاهل وجودها ونتجاوزها بسلوك خاطئ لعدم إدراكنا للوعي او لعدم معرفتنا لنتائجها الجسيمة بالرغم من تطور الحضارة الصناعية وتطور الوعي الذي تجلى في انفتاح العالم بشكل كامل حتى اصبحنا نعيش في قرية صغيرة وكأن هذا التطور الهائل في العلم والتكنولوجيا ساهم في الإرتداد العكسي للمعرفة وللقيم ... ومن تلك الأمور الخاطئة ثرثرة فوق الشفاه تسافر الى كل اذن بسرعة البرق دون ان نقف لحظة واحدة لتدقيقها وتمحيصها حتى لا نقع في مطبات الفوضى والإنزلاق بين صفوف الناس فاي خبر لأي امر نراه يسافر من شخص لآخر وهكذا مع شيئ من التهويل في العبارة او الأسلوب علما بان هذا الأمر لو عدنا به الى ما قبل الميلاد لوجدنا بان رجل الحكمة والفلسفة اليوناني سقراط قد حسم هذا الموضوع بحكمة بالغة حين جاءه رجل واللهفة تقفز من جبينه يقول له انتظرني ايها الحكيم لأخبرك ماذا قال احد طلابك عن اسلوبك في التعامل ... حسنا سأستمع اليك ولكن انتظر برهة وقف لأرى مدى تجاوزك لإمتحان بسيط يسمى بالمصفاة الثلاثية ... حسنا فانني على استعداد وهات ماعندك ... فقال : سقراط هل الخبر صادق ؟ فقال : لا اعلم فالخبر سمعته من الناس ومن اكثر من شخص ولم اسمعه من الطالب ... حسنا ايها الصديق فقد عبرنا الأمتحان الأول ولكن الذي تحمله لي من خبر هل هو جيد ؟ فقال : على العكس تماما فهو خبر سيئ لقد انتهينا وبدات المصفاة الأخيرة وهي مصفاة الفائدة فلنرى ان كانت موجودة فيما ستخبرني به ... فقل لي الان : هل الخبر مفيد لي ؟ فقال : ابدا ايها الحكيم وهنا صرخ سقراط وقال اذا كان الخبر غير صحيح وغير مفيد وغير ذو جودة او قيمة فلماذا تخبرني به من الأصل ... نعم هذا هو منطق الصواب لأن مثل تلك السلوكيات تقضي على قوة الحياة وتهدم كل العلاقات بكل انواعها ويكفي ان نعلم بان سلوكيات وتصرفات المرء هي التي تحدد هوية المكان والزمان ... وهي التي تحدد مؤشرات التقدم من عدمه لأنه يفترض بنا كأشخاص في هذا الكوكب ان ندرك بأن كل حركة او خطوة هي مفتاح صعود او إنحدار ... وسأختم مقالي بضرورة الأشارة بأن الإسلام له عدة ابواب منها باب المعاملات ... وهذا الباب يحمل في جنباته درر الحركة الشخصية للفرد مع الآخر ومع المجتمع ولا يسعني ألا واستعرض حديث نبينا صل الله عليه وسلم حين قال : للإنسان ... من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه ... صباح المصفاة الثلاثية ... صباح الخير ...


١٠ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page