top of page
صورة الكاتبAdmin

المدنية و الحيوان - حسين علي يوسف عبيدات


المدنية و الحيوان - حسين علي يوسف عبيدات

---------------------------------------

بسمة الصباح ... صباح الخير ... هل تتوفر المدنية عند الحيوان كما هي موجودة عند الإنسان وبشيء من التدقيق والتمحيص والمقارنة بين أفعال وتصرفات الحيوانات وبين المتوحشين من الناس أجزم بأن النتيجة قد تأتي لصالح الحيوان ... قد يسألني أحدهم كيف نقارن بين العقل والغريزة وكيف يتم الإختيار أو التفضيل ... فأقول: بأن المدنية هي عبارة عن حاصل الأعمال التي أنجزها الإنسان في حياته فلا جناح أو أثم علينا أن نصنف بعض المنجزات التي تمت في عالم الحيوان بأنها مدنية أيضا وندونها في سجل الحضارة قياسا من نفس أرضية التعريف لمعنى المدنية فالذئاب تؤلف عصابات للصيد والنمل يخوض غمار الحرب والنحل يزاول الصناعة والوعل يقيم الحرس عندما يرعى ... والتنظيم العائلي الأوحد أو المتعدد موجود كذلك عند البعض من الحيوانات وقد يرفض البعض الآخر من التعدد كالفيلة إخلاصا للزوجة الأولى وقد تربي هذه الحيوانا ت صغارها بما يلقى عليها من دروس عملية وقد تكون علاقة بعض الحيوانات بأصحابها قوامها المحبة ورابطها خلق العلاقة كعلاقة الكلب بسيده ولبعض القردة أعمال وحيل مستنبطة تدعوا إلى العجب ... وقد صار ذكاء الفيلة وإخلاصهم مضرب الأمثال وتعقب الهررة إلى أبواب اللقمة مثلاً بدلا من تتبع أصحاب اللقمة مضرب للنفاق والإنبطاح ... وبالتالي لابد من التساؤل ... و الإجابة ستكون عند القارئ ... من الذي تعلم من الآخر ومن الذي قلد الغير الحيوان أم الإنسان ... قد يتعذر رؤية الحد الفاصل بين الكائن البشري والكائن الحيواني في هذا الزمن المسمى ( بالحيو إنسي ) ولا أبالغ أن تجرأت بالقول بأن مدنية الحيوان حاليا افضل من الإنسان الذي بدأ يأكل من أخيه طعاما في حياته ينأى لها جبين الحيوان من غدر وخيانة لأبناء نوعه ... فهل شاهدتم أفعى تلتهم أفعى ... صباح المدنية الزائفة ... صباح الخير ...


مشاهدتان (٢)٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page