الاطار ... - حسين علي يوسف عبيدات
--------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... الاطار ... هو المربع او الدائرة الذي يحصر كل الاشياء حتى العقل يمكن حبسه ضمن اطار يصنعه الغير ليمرر غايته ضمن معطيات يقوم بنشرها وعلى المحبوس أن يفكر ضمن هذا الاطار فقط لانه في ظروف لا تسمح له بالتفكير ورؤية اي معطيات واحتمالات اخرى خارج نطاق ذاك القفل وطبعا سأدلل على قولي بمثال عادي وبسيط نراه في حياتنا اليومية كدخول شخص الى بيت احد اصدقائه فيبادره بالقول هل تريد كوبا من الشاي ام فنجانا من القهوة و ما على الضيف سوى الاختيار وفق هذا الاطار وضمن الاحتمالات المعروضة عليه ... علما بانه بوده أن يأخذ كأسا من العصير ولكنه الان وضع في اطار وأصبح عقله محصورا ضمن المعطيات الموجودة ضمن هذا الاطار ... هذا مثال عادي وهناك أمثلة اخرى قد لا يقصدها المضيف ولا يدركها الضيف ولكن باللارادة تحقق المطلوب الذي اراده المضيف سواء كان سلوكه ناتجا عن البخل او اي شيء اخر فكيف يكون الامر في مجال السياسة والعلاقات الدولية حين نرى الاساليب والخطط التي يرسمها الغرب في تأطير العقل العربي وجعله عاجزا عن القفز فوق كل اطار يصدر اليه ... هي لعبة ذكية نجحت في تمرير الكثير من الامور بعد أن تم تجميد العقل بعدم البحث عن معطيات خارج الاطار و اليوم نعيش قضية القدس ونجد كافة الشعوب العربية ضمن اطارها بعدة معطيات والجميع يسير بموضوع الصراخ والتنديد والاجتماعات ولم يتسنى لاي فكر عربي أن يبحث عن البديل او يقف على الاهداف الكبرى لذاك الاطاراو يخرج من شرنقته باسلوب اقوى لاسلوب الغرب ... قد يتشابه هذا الاسلوب مع اسلوب نشر الاشاعة برفع اسعار كافة المواد الغذائيه لتمرير قرارات الدولة برفع سعر مادتي السكر والارز فيلقى القرار قبولا وفرحا لانه اخف وطأة من من الإشاعة ... صباح التفكر ... صباح الخير ...