الشعلة ... - حسين علي يوسف عبيدات
---------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... الشعلة ... هل ستندلع شعلة التحرير ... ؟ وهل سيتحد العرب لتوقيع المقاومة لوقف تنفيذ قرار ترامب ...؟ ام هي صرخة غضب ستزول مع الايام وتضيع القدس كما ضاعت سيناء والجولان وغيرهما ...؟ نعم سترتفع رايات المقاومة وتتعالى الاصوات ثم تخبو وتصمت حتى تتلاشى القدس من الذاكرة العربية ... فالجميع يؤكد بان القدس عربية ويرمونها بالوعود والامال وغزل الكلام ... ولكن السؤال الذي يؤكد وهم الحلم والامل العربي هو : من يحكم فلسطين ...؟ من الذي يتجرأ على زيارة القدس او الصلاة بالمسجد الاقصى ...؟ هل يحق لاي شخص ان يزور فلسطين ...؟ من الذي يحوز القرار في تلك المنطقة ...؟ وطبعا الحيازة سند للملكية وهذا يعني بان دولة فلسطين لم تعد عربية منذ النكبة ولم تملك حرية قرارها منذ وعد بلفور المشؤوم وبالتالي فان الشعلة لن ترتفع للتحرير وانما للنباح ... وكيف سترتفع وحكامنا عبيد لسادة فلسطين كيف سترتفع شعلة النصر والمنطقة العربية تلفظ انفاسها الاخيرة في غرفة الانعاش وفلسطين لن تسترد بالعواء والصراخ وبقصائد التنديد وانما بقوة الوحدة واللحمة الوطنية وبنخوة الدين والشهامة الاصيلة وهي اسس الانتصار وهم مثلث قوة الموقف وهذا المثلث فارغا بل امتلأ بالخيانة والضعف .... قد يقول احدكم النصر من عند الله وهناك بعض من احباء الله يحملون شعلة للنصر ...نعم ولكن هل انتصروا لله ام انتصروا للذات البشرية وهل وزعوا الخير ليجدوا الخير في دروبهم ام زاغت عيونهم بين الشهوات والمساجد فالنصر لن يتحقق ومعاصي البشر تفوق العدو هل انتصرت أمتنا لسوريا او للعراق ...؟ هل عادت سيناء والضفة لتعود فلسطين ...؟ وجميعنا يدرك بان الشيء لا يسترد الا بالقوة ومتى دخل المرء لعبة الكلام ضاع واضاع الحق لانه يؤخذ ولا يعطى ... كفانا كلاما ولتقرأ الفاتحة على القدس كما قرأت على فلسطين وغيرها ... لاننا في زمن الرويبضة ... زمن نأكل طعاما مستوردا مغشوشا بدلامن سنابل القمح التي جفت من ايادي تكبرت عن الارض ... زمن نلبس من صنع غيرنا ونتكلم بلغة الغير ونكتب اسامينا بحروف أجنبية ونفاخر بزيف الحضارة ... فهل ستكون بعد ذلك شعلة للنصر ... صباح الشعلة ... صباح الخير ...