حديث الجمعة: ايه يا نفس؟ - حسين علي يوسف عبيدات
----------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... سؤال ونفس... هو هدنة من معارك كثيرة يخوضها المرء طوال الايام ... هو فاصل من معركة الكلام والخروج عن بوتقة المتكلمين وهو عيد لكل من يرغب بالعودة الى الله بالتوبة والاستغفار ولن احث احدا على امتطاء الخير والابتعاد عن الشر لكوننا نملك ميزان الفصل بينهما ولكني سأحاور نفسي واسألها على الملأ ... تعلمين جيدا بأنك راحلة لعالم الخلود فلماذا تزينين الشر وتحملينني إلى عالمه ...؟ لماذا تهوين المعصية وتسافرين بي إلى عالم الشرور وإنت تدركين جيدا بأننا مسافرون في لحظة ما إلى عالم الفناء ...؟ كما اعلمه وادركه جيدا ومع هذا انساه في لحظة فتنة وزينة واعانقك للخطأ ... فضحكت وقالت كيف تسأل وانت تعلم بأني آخر من خضع لارادة رب العالمين ...؟ كيف تسألني وأنت تعلم بأن السوط هو من أرغمني على الانقياد لربي ...؟ كيف تحتار وتحاورني وهمزات الشيطان تجلس في احشائي ...؟ وقد صدق حين اقسم بغواية بشر هم عن الله بعيدون فارحل عني والتحم بالعقل وتفكر ولا تتبع هواك وابن طالب كان قد خاصم النفس ليرشد ... فهل انت يا من يسأل تملك قدرة العصيان والخروج من دائرة نفسك لترقى بالخير جانبا ...؟ قد لا تملك قدرة العصيان والولوج في رحلة في رحاب الرحمن ولكنك تملك القدرة بأن تستأجر الجمعة مسكنا آمنا للتوبة والاستغفار والتفكر وتعيش فيه بروح صافية نقية تتزود من جمال المسكن بزاد من التقوى حتى تعتاد السفر الدائم في رحاب الرحمن ... فالجنة تحف بالمكاره فهل انت قادر على تحمل مكاره النفس لكي تحقق الخير والصواب وقبل ان تكمل ... قلت لها ولكنني انسان حملت فطرة الخير والشر ونزلت الدنيا في صراع ... وهنا صرخت وقالت من يعرف ربه جيدا يعلم كيف يعيش الخير فعباد الله الصالحين لا يقربهم شيطان ولا جن فهل انت منهم ... اذهب وعندك يوم الجمعة عيدا لكل من يلتحم بالله مخافة وحبا وتعلم كيف تتقرب من خالقك حتى لا تكون عبدي فتسألني ... جمعة طيبة للجميع ان شاء الله ... صباح الخير ...