معاملة الأسرى في الحضارات السابقة والاسرى في الاسلام - د. صالح العطوان الحيالي
-------------------------------------------------------------------------- منذ القدم وعلى مر التاريخ والأزمان تشتعل الحروب بين البشر، لم تهدأ ، ولم تفتر بل إن سنوات السلام التي عاشها العالم أقلُّ كثيرًا من سنوات الحرب، ومن الطبيعي أن يكون نتاج هذه الحروب قتلى وأسرى... ومعاملة الأسرى تختلف من عصر إلى آخر، ومن شريعة إلى أخرى، فبعض الأمم كانت تفتك بالأسرى لإرهاب عدوها، ولم تعرف الأمم قانونًا لمعاملة الأسرى قبل الإسلام؛ الذي وضع شروطًا لمن يُؤسر؛ فلا يقع في الأسر إلا المحارب، وقد وضع فقهاء الإسلام أوصافًا لمن يجوز أسره، وشروطًا لوقوع الأَسْرِ، حتى أصبح له نظام وحدود معروفة مدوَّنة في الشريعة الإسلاميَّة قبل أن يعرفها فقه القانون الدُّوَلي الحديث بقرون، بل لما ظهرت تشريعات الأسرى في القانون الدُّوَلي كان للفقه الإسلامي نظرياته الخاصَّة به، والتي يلتقي بها القانون الدُّوَلي أحيانًا ويختلف عنها أحيانًا أخرى. وقد شرع الله عز وجل الأَسْرَ فقال في كتابه: " حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا " (محمد: 4( والحرب ضروريَّة للضرب على أيد المعتدين على الدولة الإسلاميَّة، والمتربِّصين بها، والأَسْرُ جزء من الحرب، ولم يترك الإسلام قضيَّة الأَسْرِ بدون نظام؛ بل وضع لها نظمًا وقوانين تنظِّم حقوق الأسير وكيفيَّة معاملته، وهذا ما نتعرَّض له في حديثنا عن حقوق الأسرى. وقبل أن نخوض في غمار كيفيَّة معاملة الأسرى وحقوقهم؛ نُلقي نظرة على المعنى اللُّغوي للكلمة، الأَسير في اللغة: هو المسجون، والجمع أُسَراء وأُسارى وأَسارى وأَسرى ، وسُمِّيَ بذلك لأنه عادة ما يُقَيَّد بشيء من الجلد ونحوه من كل ما يُرْبَط به، ثم صار يُطلق على الشخص الذي يقع في يَدِ الأعداء سواء كان مقيَّدًا أو غير مقيَّد. أصبحت قضيَّة الأسرى من القضايا المؤرِّقة لشعوب العالم الآن؛ وذلك لما يُلاقيه الأسير من البطش والعدوان ممن أَسَرُوه، ولا يخفى على أحد اليوم ما تفعله أمريكا في سجن أبو غريب وجونتناموا وغيرها من السجون، وهذا التعامل ناتج من قوانينهم التي وضعوها بأيدهم، والتي لا تحفظ لأحد حقَّه أو تؤمِّنه من العدوان على حرِّيَّاته، وبنظرة إلى الحضارات التي سبقت الإسلام نجد أنها سنَّت قوانين لمعاملة الأسرى، ولم تكن هناك حضارة من تلك الحضارات القديمة والحديثة أحسنت تعامل الأسرى كالإسلام، فقد وصل بهم الحدُّ إلى قتل الأسير، وتشويه جسده، وتعذيبه بالنار، وكل ذلك انتقامًا من الدولة المحاربة. معاملة الأسرى في الإسلام: جاء الإسلام وغرضه إنصاف المظلوم، وهداية الضالِّ، وإخراج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ونشر الرحمة والعدالة، فقد استطاع الإسلام نقل البشريَّة من التعامل الهمجي الذي كان يُلاقيه الأسير إلى وضع كله رحمة ورأفة به وبحاله، وكان للإسلام فضل السبق في ذلك؛ ووضع تشريعات للأسرى، لقد كرم الإسلام الأسير، وضمن له الحفاظ على حياته، وأنه لا يمكن أن يتعرض له أحد بأذى، فلا يجوز في الإسلام لمن أسر أسيراً أن يقتله، بل عليه أن يسلمه لإمام المسلمين، ويتشاور الإمام مع قادته، وأصحاب الرأي عنده: كيف يعاملون الأسرى، بل إن القرآن الكريم حثّنا على أن نحسن إلى الأسرى، فقال تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ﴾ ( سورة الإنسان : 8) ومما ورد في السنة العملية أن النبي عليه الصلاة والسلام، على الرغم من كل ما صنعه يهود بني قريظة من عداء وخيانة للمسلمين، فقد أبى عليه الصلاة والسلام أن يبقوا في شدة الحر، بل أمر أصحابه أن يتركوهم في فترة القيلولة، وأن يسقوهم ماءً بارداً. ستر عورة الأسير والإحسان إليه : الإسلام يأمر أن يستر الأسير، لا أن يعرّى، وأن يؤتى له بثياب أفضل من التي يلبسها: يروي الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه لما كان يوم بدر جيء بأسرى، وبعض الأسرى كان عليه ثوب بالٍ، فما كان من النبي، عليه الصلاة والسلام، إلا أن خلع ثوبه، وأعطاه لهذا الأسير. وكان الأسرى يبيتون عند المؤمنين في بيوتهم، أو في المساجد حفاظاً على حياتهم، وحفاظاً على سلامتهم، يقول الحسن: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالأسير، فيدفعه إلى بعض المسلمين، فيقول له: أحسن إليه. منع تعذيب الأسير لاستنطاقه : بل وصل حد التكريم للأسير عند المسلمين ألا يعذب من أجل الحصول على معلومات عن جيشه، وهم المحاربون الذين غزوا البلاد، يسجل هذا الخبر كمفخرة للمسلمين: عن الإمام مالك رحمه الله تعالى حين سئل: أيعذب الأسير إن رجي أن يدل على عورة العدو؟ قال: ما سمعت بذلك. في الوقت الذي كان يُنَكَّل بالأسير في الأمم السابقة ، فقد وردت نصوص كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تحثُّ على معاملة الأسرى معاملة حسنة تليق به كإنسان، يقول الله تعالى في سورة الأنفال ": يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)" الأنفال: 70(، فإذا كان المولى سبحانه يَعِدُ الأسرى الذين في قلوبهم خيرٌ بالعفو والمغفرة، فإنَّ المسلمين لا يملكون بعد هذا إلا معاملتهم بأقصى درجة ممكنة من الرحمة والإنسانيَّة. لقد قرَّر الإسلام بسماحته أنه يجب على المسلمين إطعام الأسير وعدم تجويعه، وأن يكون الطعام مماثلاً في الجودة والكَمِّيَّة لطعام المسلمين، أو أفضل منه إذا كان ذلك ممكنًا، استجابة لأمر الله تعالى في قوله في سورة الإنسان: " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا " (الإنسان: 8) ، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بحُسن معاملة الأسرى ، فقال صلى الله عليه وسلم: "اسْتَوْصُوا بِالأَسْرَى خَيْرًا ، كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تعذيب وامتهان الأسرى، فقد رأى صلى الله عليه وسلم أسرى يهود بني قُرَيْظة موقوفين في العراء في ظهيرة يوم قائظ، فقال مخاطِبًا المسلمين المكلَّفين بحراستهم: "لاَ تَجْمَعُوا عَلَيْهِمْ حَرَّ الشَّمْسِ وَحَرَّ السّلاَحِ، وَقَيِّلُوهُمْ وَاسْقُوهُمْ حَتَّى يَبْرُدُوا )" . عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: (( كانت ثقيف حُلفَاءَ لِبَني عُقَيْلٍ، فأسَرَتْ ثقيف رَجُلَيْنِ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسَرَ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني عُقَيْلٍ، وأصَابُوا معه الْعَضْباءَ، فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق، فقال: يا محمدُ، فأتاه، فقال: ما شاْنُك؟ فقال: بِمَ أخَذْتني وأخذتَ سابقَة الحاجِّ؟ يعني: العَضباءَ، فقال: أخَذْتُكَ بجِريرة حُلفائك ثقيف، ثم انصرف عنه، فناداه، فقال: يا محمد، يا محمد، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رقيقاً، فرجع إليه، فقال: ما شأنُك؟ قال: إني مُسلم، قال: لو قُلْتَها وأنت تملكُ أمرَك أفلحتَ كُلَّ الفلاح، ثم انصرف عنه، فناداه: يا محمد، يا محمد، فأتاه فقال: ما شأنُك؟ فقال: إني جائع فأطعمني، وظمآنُ فأسقنِي، قال: هذه حاجتُكَ، ففدي بالرجلين )) [ من حديث صحيح، أخرجه مسلم وأبو داود ] وامتثل الصحابة رضوان الله عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يحسنون إلى أسراهم، والفضل ما شهد به الأسرى أنفسهم، فيقول أبو عزيز بن عمير وكان في أسرى بدر: "كُنْتُ مَعَ رَهْطٍ مِنَ الأَنْصَارِ حِينَ قَفَلُوا، فَكَانُوا إِذَا قَدَّمُوا طَعَامًا خَصُّونِي بِالْخُبْزِ وَأَكَلُوا التَّمْرَ؛ لِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُمْ بِنَا، مَا يَقَعُ فِي يَدِ رَجُلٍ مِنْهُمْ كِسْرَةٌ إلاَّ نَفَحَنِي بِهَا؛ قَالَ: فَأَسْتَحِي فَأَرُدُّهَا عَلَى أَحَدِهِمَا، فَيَرُدُّهَا عَلَيَّ مَا يَمَسُّهَا" . والأمثلة في ذلك كثيرة ومتعدِّدة. تشتعل الحروب بين البشر، فينتج عنها القتلى والأسرى فتختلف معاملة الأسرى من عصر إلى آخر، اشتركت الحضارات السابقة على قتل الأسرى، وجعلوهم عرضة للتعذيب والإيذاء والاضطهاد، وكانوا يعدلون عن فكرة القتل إلى استرقاقهم، واستهانوهم في الأعمال الشاقَّة الصعبة. أما اليهود فقاموا بتسخير الأسرى إن هم سَلَّموا بلادَهم بدون حرب، وإذا قاوموهم كان مصيرهم القتل، ولم تعرف الأمم قانونًا لمعاملة الأسرى قبل الإسلام؛ الذي وضع شروطًا لمن يُؤسر؛ فلا يقع في الأسر إلا المحارب، وقد وضع فقهاء الإسلام أوصافًا لمن يجوز أسره، وشروطًا لوقوع الأَسْرِ. وللإسلام نظم وقوانين تحمي الأسير، وقد شرع الله عز وجل الأَسْرَ فقال في كتابه: {حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} [محمد:4] ووصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بحُسن معاملتهم فقال: "اسْتَوْصُوا بِالأَسْرَى خَيْرًا" فقد رأى أسرى يهود بني قُرَيْظة موقوفين في العراء في ظهيرة يوم قائظ، فقال مخاطِبًا المسلمين المكلَّفين بحراستهم: "لاَ تَجْمَعُوا عَلَيْهِمْ حَرَّ الشَّمْسِ وَحَرَّ السّلاَحِ، وَقَيِّلُوهُمْ وَاسْقُوهُمْ حَتَّى يَبْرُدُوا"، كما نهى عن تعذيبهم وامتهانهم، وحرص الإسلام على الإحسان إليهم، فقال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان: 8]، ولهم كذلك حق في الكساء والحرية الدينية. أما مصير الأسرى فهو المنّ، أو الفداء، وقد ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم منَّ على بعض الأسرى بإطلاقهم وفادى بعض أسرى بدر بالأموال وغيرها. أو الاسترقاق ولا يكون ذلك إلا بأمر ولي الأمر. أما الأسير المسلم: فقد اتَّفق الفقهاء على حرمة قَتْلِ مُدْبِرِهم وجريحهم، وأنه لا يغنم لهم مال، ولا تُسْبَى لهم ذرِّيَّة ومَنْ قُتِلَ منهم غُسِّل وكُفِّن وصُلِّيَ عليه. لماذا لا تنتقم من أعدائك؟! فقد قال صلاح الدين الأيوبي عن ذلك: إن ديننا يأمرنا بالعفو والإحسان، وأن نقابل السيئة بالحسنة، وأن نكون أوفياء بعهودنا، وأن نصفح عند المقدرة عمَّن أذنب. أما معاملة الصليبيون للأسرى، ومجازر نصارى الأندلس ضدَّ الأسرى المسلمين، والصهاينة والمعاملة الوحشية للأسرى، وإنـزال أشـدِّ أنواع التعذيـب بالأسـرى العـراقيين كلها أمثلة على جرائم ضدّ الإنسانيَّة تنتظر المحاكمة. معاملة الأسرى في الحضارات السابقة ـــ منذ القدم وعلى مر التاريخ والأزمان تشتعل الحروب بين البشر، لم تهدأ ولم تفتر بل إن سنوات السلام التي عاشها العالم أقلُّ كثيرًا من سنوات الحرب، ومن الطبيعي أن يكون نتاج هذه الحروب قتلى وأسرى... ومعاملة الأسرى تختلف من عصر إلى آخر، ومن شريعة إلى أخرى، فبعض الأمم كانت تفتك بالأسرى لإرهاب عدوها، ولم تعرف الأمم قانونًا لمعاملة الأسرى قبل الإسلام؛ الذي وضع شروطًا لمن يُؤسر؛ فلا يقع في الأسر إلا المحارب، وقد وضع فقهاء الإسلام أوصافًا لمن يجوز أسره، وشروطًا لوقوع الأَسْرِ، حتى أصبح له نظام وحدود معروفة مدوَّنة في الشريعة الإسلاميَّة قبل أن يعرفها فقه القانون الدُّوَلي الحديث بقرون، بل لما ظهرت تشريعات الأسرى في القانون الدُّوَلي كان للفقه الإسلامي نظرياته الخاصَّة به، والتي يلتقي بها القانون الدُّوَلي أحيانًا ويختلف عنها أحيانًا أخرى. وقد شرع الله عز وجل الأَسْرَ فقال في كتابه: {حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}[محمد: 4]، والحرب ضروريَّة للضرب على أيد المعتدين على الدولة الإسلاميَّة، والمتربِّصين بها، والأَسْرُ جزء من الحرب، ولم يترك الإسلام قضيَّة الأَسْرِ بدون نظام؛ بل وضع لها نظمًا وقوانين تنظِّم حقوق الأسير وكيفيَّة معاملته، وهذا ما نتعرَّض له في حديثنا عن حقوق الأسرى. ]وقبل أن نخوض في غمار كيفيَّة معاملة الأسرى وحقوقهم؛ نُلقي نظرة على المعنى اللُّغوي للكلمة، الأَسير في اللغة: هو المسجون، والجمع أُسَراء وأُسارى وأَسارى وأَسرى ، وسُمِّيَ بذلك لأنه عادة ما يُقَيَّد بشيء من الجلد ونحوه من كل ما يُرْبَط به، ثم صار يُطلق على الشخص الذي يقع في يَدِ الأعداء سواء كان مقيَّدًا أو غير مقيَّد. أصبحت قضيَّة الأسرى من القضايا المؤرِّقة لشعوب العالم الآن؛ وذلك لما يُلاقيه الأسير من البطش والعدوان ممن أَسَرُوه، ولا يخفى على أحد اليوم ما تفعله أمريكا في سجن أبو غريب وجونتناموا وغيرها من السجون، وهذا التعامل ناتج من قوانينهم التي وضعوها بأيدهم، والتي لا تحفظ لأحد حقَّه أو تؤمِّنه من العدوان على حرِّيَّاته، وبنظرة إلى الحضارات التي سبقت الإسلام نجد أنها سنَّت قوانين لمعاملة الأسرى، ولم تكن هناك حضارة من تلك الحضارات القديمة والحديثة أحسنت تعامل الأسرى كالإسلام، فقد وصل بهم الحدُّ إلى قتل الأسير، وتشويه جسده، وتعذيبه بالنار، وكل ذلك انتقامًا من الدولة المحاربة
----------------------------------------------- د. صالح العطوان الحيالي 18-11-2017