أمة تفكر بأرجلها - حسين علي يوسف عبيدات
--------------------------------------
بسمة الصباح الكرة ... القدم ... تحتفل الدول العربية بوصولها الى كأس العالم وهي تنزف دما وتصرخ شعوبها من الجوع والفقر ... الرياضة حضارة وجمال وخاصة كرة القدم فهي لعبة عالمية شعبية تستحوذ على اهتمام البشر وهذا ليس بعيب ولكن العيب في المبالغة بتمجيد اللاعب اكثر مما يمجد العالم او المفكر فاصحاب القلم والفكر دفنوا باقدام تلهث وراء الكرة فهم القدوة وهم الفخر لاي بلد وهذا ليس بغريب لطالما اصبحت الدول تعرف باسماء مغنيها ولاعبيه ... فاي زمن واي فكر هذا وهو يرسم حدودنا بخريطة الملاعب واصوات الطرب والفتاوى واي سلوك ورؤى نزرعها في اجيالنا لدرجة أن احدى المحافظات المصرية أطلقت اسم اللاعب المصري محمد صلاح على احدى المدارس في بلدته فهل نرى ذلك في اوربا ... لن نراه واجزم بانها سابقة نسبق بها الدول الاجنبيه والتي تملك عظام الكرة ولكنها دول تعطي كل ذي حق حقه فهي تقدس العلم والفكر وتقدس حق المواطن في الحياة كما تقدس الكرة لانها من متممات الحياة ... في بلادنا تضيع المعطيات وتداس الرموز وترفع الاحذية وتتيه الحياة وسط ضباب مزالق الهاوية ... في بلادنا العربية نرقص على طبول حروب الخراب ونرقص على ايقونات الاغاني والالعاب ونتجاوز القدوة الفكرية ونقتل كل سلوك يدفع بالعقل الى القيم والبحث عن لقمة الخبز ... في بلادنا نعيش الهرطقة والخربشة حتى ضاعت الحياة ... فهل تجدون عالما افضل من عالمنا ونحن نقرر أغنية لمطربة في المنهاج الدراسي بدلا من الشاعر العظيم سليمان العيسى ...؟ صباح النصر الاعظم صباح الكرة ... صباح الخير ...