بين القيم والتطور - حسين علي يوسف عبيدات
----------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... في الماضي كان هناك خط كبير بين الصغار والكبار يشير الى العمر الزمني لكل منهما ويكتب صلاحية سلوكهما .... وما كان مرفوضا بالامس أصبح اليوم مقبولا ... وهذا قانون التطور ولا يمكن الولوج اليه للجدل ولكن ان نضرب القيم والمبادئ بكلمة التطور والحضارة فهذا هو المنحدر الأكبر للسقوط في مزبلة التقهقر ... وقبل أن اعرض بعض من الصور الكثيرة لابد من الاشارة إلى ضرورة محاكمة الاهل قبل الحكم على جيل الحاضر واي محاكمة والاهل قد ارتحلوا بالغيرة والمحاكاة العمياء إلى شاطئ الزيف ... ويسألون عن النبأ العظيم فأقول : وفي انفسكم أفلا تبصرون ... لن اطيل القول وسأكتفي بعرض صورة واحدة للانحدار الأخلاقي الذي ادى الى التهلكة وعليكم حينها استعراض الفيلم بأكمله وهو متوفر عند الجميع ... وآلة التصوير اليوم ستعرض صورة المراهقين وهم ينتشرون على أرصفة النوادي والمقاهي في كل مكان بأصواتهم العالية المجلجلة وثيابهم القابضة على اجسادهم كما يقبض الصياد على فريسته ... ويد تمسك بالنقال وفم وانف ينفث دخان النرجيلة المرصوفة صفا واحدا بجانب كل مراهق واكواب القهوة والشاي تذهب وتجيء حسب الطلب كيف لا وهم كبار يفقهون كل شيء والحرية تطلب المزيد والمال في جيوبهم رغما عن الأهل ... نرجيلة تلتصق بالانثى والذكر فهي رمز الحضارة واصناف دخان المعسل كثير وممتع ولذيذ والكل يتباهى ويسطر من الجمل ما يجعلك تنفر من تلك المشاهد البالية القاتلة ... وإن سألت احدهم أو ذهبت بالسؤال للأهل ... كيف وصلتم بأولادكم إلى ذاك الدرك ...؟ لقالوا هي الدنيا ... والنرجيلة او السيجارة اصبحت للشباب قانونا ... نعم ولكن هل هو قانون ايجابي وهل بلغ الشباب من القوة العقلية والجسدية مكانا لتصبح عادة ارتياد المقاهي امرا محتوما أم الفساد والعجز والفكر المستورد جعل من الزيف عنوان الدنيا ... يعتلون المنابر وكل يكتب سلسلة من الكلام ويتجاهلون تناقض وتنافر الصور فالحجاب واجب ديني وهو واجب اجتماعي أكثر وينبغي على الفتاة الالتزام به مبكرا ورغما عنها حرصا على قانون البشر الذي يسمح لتلك الفتاة المتحجبة أن تضع في فمها النرجيلة في فمها الباسم الضاحك على الملأ وهي لم يكتمل عمرها السن القانوني لتكون في مصاف الكبار ... أي صورة تلك التي نراها تزداد ...؟ ليزداد الفساد وقد يسأل احدكم وما الضرر في ذلك ...؟ فأقول يا ابن ادم فلا تحرق الطفولة ولا تقتلها فلكل عمر حركته واي خرق لذلك يعني الانحدار والصعود للهاوية فالطفل الذي ينسى طفولته في شارع الضباب والخراب يكبر وغرور الذات اكبر فيدفع به الى قناع الزيف الذي يدخله في صراع داخلي وخارجي ...ويسألون عن الجيل وصوره فأقول هم أمانة في عنق الاهل وانتم من تركتم الفساد يعشعش في حياتكم ... صباح جيل المستقبل الحالم ... صباح الخير ...