لماذا الاهتمام بفلسطين و بيت المقدس ؟؟ - د. صالح العطوان الحيالي
------------------------------------------------------------------ كنا في ندوة تاريخية عن فلسطين وبيت المقدس وقف احد الحاضرين وسال سؤالا فيه نوع من الشدة .... لماذا كل هذا الاهتمام بفلسطين و بيت المقدس؟ بعد التاني والتهدئة وقبل الجواب على ذلك ؟ علينا ان نستعين بالمعلومات التاريخية المتيسرة لدينا والايات القرانية لغرض الاجابة وهذه المعلومات لا بد أن يعرفها الناس كبارهم وصغارهم عن فلسطين وبيت المقدس، حتى يعرفوا لماذا الاهتمام بفلسطين وما يحدث فيها، وذكر الحضور وقال لهم: إن فلسطين هي سكن الأنبياء، فنبينا ابراهيم عليه السلام هاجر لفلسطين، ولوط عليه السلام نجاه الله من العذاب الذي نزل على قومه إلى الأرض المباركة وهي أرض فلسطين، وداود عليه السلام عاش بفلسطين وبنى محرابه فيها، وسليمان عليه السلام حكم العالم كله من فلسطين، وقصته الشهيرة مع النملة التي خاطبت النمل وقالت لهم (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم) كان بمكان يسمى وادي النمل بفلسطين وهو بجوار (عسقلان)، وفيها كذلك محراب زكريا عليه السلام، كما أن موسى عليه السلام طلب من قومه أن يدخلوا الأرض المقدسة، وسماها المقدسة أي المطهرة التي طهرت من الشرك وجعلت مسكنا للأنبياء، وحصل فيها معجزات كثيرة منها ولادة عيسى عليه السلام من أمه مريم وهي فتاة صغيرة من غير زوج، وقد رفعه الله إليه عندما قرر بنو إسرائيل قتله، وفيها هزت مريم عليها السلام جذع النخلة بعد ولادتها وهي في أكثر حالات ضعف المرأة وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا، ومن علامات آخر الزمان فيها أن عيسى عليه السلام سينزل عند المنارة البيضاء، وأنه سيقتل المسيح الدجال عند باب اللد بفلسطين، وأنها هي أرض المحشر والمنشر، وأن يأجوج ومأجوج سيقتلون على أرضها في آخر الزمان، وقصص كثيرة حصلت في فلسطين منها قصة طالوت وجالوت. و قام احد الحضور وسال عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلاقته بفلسطين، كانت اجابتنا لهم : لقد كانت القبلة في بداية فرض الصلاة تجاه بيت المقدس، ولما هاجر النبي للمدينة نزل عليه جبريل وهو يصلي وأمره أن يغير اتجاه القبلة من بيت المقدس إلى مكة المكرمة فسمي المسجد الذي كان يصلي فيه (ذو القبلتين)، كما أن رسولنا الكريم عندما أسري به ذهب لبيت المقدس قبل معراجه للسماء، فهي المحطة الأولى التي توقف فيها بعد انطلاقه من مكة باتجاه السماء، وصلى بالأنبياء إماما ولهذا هي مقر الأنبياء، وقد سأل أبوذر رضي الله عنه (رسول الله: أي مسجد وضع أولا، قال: المسجد الحرام قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصي، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون، ثم قال أينما أدركتك الصلاة فصل والأرض لك مسجد). اخوتي الاعزاء هل تعلمون أن أبابكر الصديق رضي الله عنه على الرغم من انشغاله بمشكلة ردة العرب بالجزيرة العربية وتجييش الجيوش لمحاربتهم ليردهم للإسلام الصحيح، لم يلغ الجيش الذي أمر به النبي الكريم للذهاب للشام على الرغم من حاجته لكل طاقة يستثمرها لعودة الجزيرة لاستقرارها، وهل تعلم أن العصر الذهبي للفتوحات الإسلامية كان أيام عمر الفاروق رضي الله عنه، وأنه لم يخرج من المدينة المنورة للاحتفال بفتح أرض أو بلد إلا فلسطين، فذهب إليها بنفسه وفتحها صلحا وصلى بها واستلم مفاتيحها لإنقاذ النصاري من ظلم الرومان وقتها، ثم فتحها مرة أخرى صلاح الدين في يوم تاريخي من عام 583 هـ وكان يوم جمعة يصادف يوم 27 رجب وهو في نفس تاريخ الليلة التي عرج بها النبي إلى السماء مرورا ببيت المقدس، وهذا اتفاق عجيب فقد يسر الله أن تعود القدس لأصحابها بمثل زمن الإسراء والمعراج. قام احد الحضور وسال : ولماذا سمي بيت المقدس بهذا الاسم؟ هذا الاسم كان قبل نزول القرآن فلما نزل القرآن سماه المسجد الأقصي، وسمي بالمقدس للقدسية التي كان يمتاز بها، ولهذا فإن أرض فلسطين والشام هي أرض رباط، فقد استشهد فيها بحدود 5000 من الصحابة الكرام وهم يحرصون على فتح بيت المقدس وتحريرها من ظلم الرومان، ولا يزال الشهداء يسقطون حتى اليوم، فهي أرض الشهداء وأرض الرباط. قال الحضور : إذن أهمية المسجد الأقصى وأرض الشام مثل أهمية الحرمين مكة والمدينة أليس كذلك ؟ نعم يا اخواني والله تبارك وتعالي يجمع بينهما ففي قوله تعالى (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) قال ابن عباس رضي الله عنه: التين بلاد الشام والزيتون بلاد فلسطين وطور سينين الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام بمصر والبلد الأمين مكة المكرمة، وقول الله تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) في أحد الأقوال بتفسيرها أن أمة محمد ترث الأرض المقدسة، قال الحضور: الآن عرفنا أهمية فلسطين والمسجد الأقصى وكما نعلم أن الصلاة فيه تضاعف إلى خمسمائة ضعف فهل هذا صحيح؟ نعم هذا صحيح، ولا تنسوا اخواني واخواتي فلسطين واهلها من الدعاء ....