الأم الحنون والزوجة السيئة - د.صالح العطوان الحيالي
---------------------------------------------------- ام محمود سيدة تبلغ من العمر 80 سنة وقد اضناها التعب. لديها ابن تقول أم محمود : ابني العاق لم يسقني يوما شربة ماء ، وزوجته كانت تحثه على عقوقي ... كانت تعاملني كجفاف أبني واكثر . بقي قلبي راض عنه رغم كل الأذى الذي شاهدته في سكني عنده ادعو له بالرضا والهداية ، ما سئمت من أمل يراودني بأن ابني سيقبل يدي يوما ما . اشتقت ان اضمه الى صدري ، اشتقت لصوته الصغير يناديني أمي اشتقت ان امسح دموعه التي لا تسيل بإسم الرجولة . اشعر بإبني المتضايق دون كلامه ، فكانت الديون تتكاثر عليه ، وابنه المريض يزداد مرضه وزوجته السيئة لم تعينه يوما على دينه ولا على دنياه وانما كانت سببا في فساد ابني جاءني في ليلة متأخر الى بيته وانا اسكن بغرفة في آخر المنزل باردة ونافذتها مكسورة فتح الباب علي وجدني اضع سجادة الصلاة لأصلي قيام الليل ، نظر الي ولم يخبرني شيئا ، بقي محدقا بي ، قلت له بصوت اتعبه الشوق : اشتقت اليك يا بني... لم يرد علي واغلق الباب وخرج مسرعا الى غرفته وددت لو اتبعه ليلقي رأسه في حضن أمه ويخبرها بحمول قلبه ... لكنني لم استطع ... وتذكرت انني أقف الأن بين يدي الرحمن الرحيم فبكيت بكاء شديدا لم أبكِ مثله من قبل بدأت بالشكوى لله وادعو لإبني بالهداية والصلاح واخبر الله بأني راضية عنه حق الرضا جلست بعد صلاتي واستغفرت الى طلوع الشمس ، لقد استغفرت لمدة اكثر من 3 ساعات متواصلة ، لم أشعر بتعب ولم أشعر بالوقت وانما شعرت براحة تنتشر في عروقي ، بحياة تحيا بقلبي ، شعرت بمعنى الطمأنينة الحقيقية، وبعد دقائق سمعت أصوات ابني وزوجته تتعالى وصوتا كالقنبلة يصلني وابني يقول لزوجته : منذ ان عرفتك لم اتعرف على التوفيق في حياتي فأنت طالق طالق طالق ... خرجت مسرعه امنع زوجة ابني ان تغادر بيتها فلديها طفل مريض نظر لي ابني قائلا : لن اسامح من جعلتني بيوم أعق والدتي دعيها يا أمي فإبني بحماية الله وليس بحماية أم لا تعرف معنى الأمومة الصالحة ولا الزوجة الصالحة غادرت زوجة ابني بيتها وقف ابني أمامي والدموع تملأ عينه ، فتحت له ذراعي لأحضنه بقلبي قبل جسدي ولكنه استقر عند قدميّ يقبلهما ويبكي بصوت مرتفع سامحيني يا امي ، سامحيني يا أمي ضممته ومسحت على رأسه بيدي وأخبرته انني لم أغضب عليه يوما لاسامحه بدأت حياة ابني تتغير شيئا فشيئا اول ما وجده وظيفة بمعاش مرتفع ساعده على سداد ديونه اصبح ابني ملازما للمسجد وبدأت صحة حفيدي تعود اليه وافرح قلبي بأنه يريد ان يتزوج ابنة امام المسجد الذي يذهب اليه وخطبت له ابنة الإمام وكانت نعم الزوجة الصالحة التي تعين زوجها والحمد لله ابني الأن من أسعد الناس الخلاصة :- لم تتأخر أمانينا لكنها تنتظر ان نطلبها من الله بطريقة تليق به سبحانه اشكوا لله ، ابكوا لله ، انثروا احزانكم في سجدة ، استغفروا بقلب خاشع .. حينها تأتي أمانينا مغلفة برحمة الله (رب اجعل أمي إحدى نساء الجنة وابي بجوار نبينا محمدﷺبالجنه)