في العسر يسر - حسين علي يوسف عبيدات
-----------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... أنا وأنتم ... من ضمير نفسي ووحدة كياني التي تتلاعب بهموم الدنيا ورغبات وامال واحلام وجدت الفجر يغادر كبد السماء لاستقبال الصبح وسط غيوم سوداء تغطي الفضاء وصوت ريح يهدر بشتى اللغات فقد يكون غاضبا أو فرحا كالنفس البشرية ...ولكنني في هذه اللحظة وانا ارقب المشهد من نافذتي رأيت الله عز وجل يخاطب المخلوق فيقول انظر إلى السماء وشاهد كيف يرسم الغيم الأسود لوحة سوداء تغطي الفضاء وارجع البصر لترى غيمة بيضاء ناصعة صغيرة تنبثق وتبشر بالخير والأمل حتى تكبروتتسع وتحارب لتكتب لنفسها مكانا فتزيح السواد والبقاء حينها للأقوى ... خالق يعبد سبحانه وتعالى يعيد الخلق والأرض بصور بديعة لو رأتها العين المبصرة لارتحلت للفرح ولعلمت بأن في السواد بياض وفي العسر يسر وفي الحزن فرح وكل في فلكه يدور بآيات يراها كل متفكر والسؤال الذي يطرح نفسه : كيف نرى ولا نعقل ...؟ كيف تتوه النفس بالفساد والكسل والعجز والحزن والفرح ليالي انس وهم كل للمغيب زائل ...؟ أهي طبيعة الخلق أم جهل وجبروت النفس أم نار وجنة أم قدر والخير من عند الله والشر من عند البشر أم ماذا ...؟ نرى الصور ونحاكي النفس ونهزها بالقبول وتقنع بالعقل دليلا ومن ثم تهرب للغم والحزن وتهجر الصبر إلى بيوت الغضب ... ماذا وماذا بعد الدليل بينة ...؟ والنفس تأبى الحياة خيرا ... ويبقى السؤال قائما لماذا ...؟ أهو الإنسان ذو الجدل الأكبر ...؟ بنفس وعقل قد يكون للعقل سلطة الضعف والجهل أم سلطة من الشر ترشد النفس لبيتها المحتوم ...؟ لا أدري ... هي نظرة فكر ورأي قد أكون قد أخطأت أو أصبت ... ولكنها في النهاية هي نظرة من الطبيعة البشرية التي نشترك بها جميعا ... صباح البشرية ... صباح الخير ...