top of page
صورة الكاتبAdmin

شيخ و دجل .. - حسين علي يوسف عبيدات


شيخ و دجل .. - حسين علي يوسف عبيدات

------------------------------------------

بسمة الصباح ... صباح الخير ... شيخ و دجل ...استوقفني مقال يقول بأن هناك مبلغ يصل إلى خمسة مليارات تدفع لقاء الشعوذة والدجل وبأن هناك دجال لكل مائة وخمس وعشرون شخصا وطبعا هذا المقال قد يكون صحيحا أو مغلوطا ولكن الحقيقة الدامغة بأننا كشعوب عربية والأغلبية منهم تؤمن بالشعوذة والدجل بكل أنواعها بدءاً من قراءة الفنجان والكف والودع والأبراج والكتابة عند شيوخ الكذب ... وقد تكون لهذه الظاهرة مفردات عميقة في الإرث الإجتماعي والتي انتقلت عبر الأجيال ولكن الملفت للنظر بأن تلك الظاهرة منتشرة بين المثقفين وبين الساسة اي نجدها في كل الطبقات الفكرية والإجتماعية وإن تعمقت في الطبقات العشوائية أكثر من غيرها ... أي عند الأفراد العادين ممن ابتعدوا عن العلم والفكر ... في النهاية فإن الدجل هو عمود في كل البلاد وهو ينمو باستمرار بالرغم من التطور الحضاري الذي شجع على تعميق تلك الحالة عن طريق الإعلانات في كل الأجهزة المرئية وغيرها من وسائل الإتصال والعمل على ترويج تلك الظاهرة لذبح التقدم وقهقرة الوعي عند العرب وجعلهم في تمزق دائم نظرا لتمسكهم بمخلفات الجهل الذي يؤدي إلى الدمار وجميعنا يدرك مدى الأموال التي تدفع في سبيل سحق الفكر العربي ولن أدخل في حيثيات ذلك ولكني سأطرح سؤالا على ذاتي وأقول كيف أسمح لنفسي بأن اجلس أمام مخلوق لا يفقه من الغيب شيء ...؟ كيف أطالبه بكشف المستور وعلم الغيب مقرون بخالق العباد ...؟ كيف ادفع أموالي وأنا ألهث وراء عمامة تدعي العلم ...؟ ألا ندرك بأن ذلك شرك بالله ...؟ ألا نعلم بأن وقوفنا أمام شيخ الدجل هو إدخال شريك آخر مع الله في علم ومعرفة اختص بهما ربنا ...؟ وهناك العديد من البراهين والحجج القرآنية التي تحرم ذلك ... (كذب المنجمون ولو صدقوا) .. صدق الخالق ... ألا يكفي هذا القول لتكتب نهاية الدجل من عقولنا ...؟ نعم هناك علم يسمى بعلم الفلك وإن كان الفرق بينه وبين الشعوذة والدجل فوارق بسيطة وليست كبيرة لأن من يملك مفاتيح الغيب هو رب العالمين ولطالما علم الفلك لا يستطيع الجزم بالمستقبل فهو أمر احتمالي يدفع بالنفس إلى الحزن أو الفرح وفي النهاية هو وهم ... لن أكفر أحدا لأنني لست ربا ولكني أقول بأن السعي وراء مشايخ الشعوذة عمل لا يليق بالعقل والفكر وكفانا مهاترات وضعف ... كفانا نوما في عادات الجهل والخذلان وكفانا صمتا وطبعا لقتل تلك الظاهرة لابد من نشر الوعي بين البشر وتبدأ العملية من الأسرة بالتزامن مع سعي المؤسسات الحكومية لاتخاذ العقوبات الرادعة الحاسمة ... صباح العقل الراجح ... صباح الخير ...


١٢ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page