بين النفاق والإيمان - حسين علي يوسف عبيدات
-----------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... حديث الجمعة ... سألني أحدهم كيف نحقق دينا قيما في ظل عصر سيكون القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة من نار ...؟ كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أو كيف يمكننا السفر في رحاب الرحمن في عصر الشيطان ...؟ سؤال طرحته عصور سالفة في القدم وخربشة الفكر تصارع الخير والشر في كل زمن ومكان وبالتالي فالموضوع يتعلق بالمرء وليس بالزمن وان كان للعصر وتطوره دور هام في حركة الفكر وخاصة عند أولئك الناس ممن يدعون العلم والحضارة أو عند تجار هم لمصالحهم راعون وهذه الفاصلة أو العلامة نجدها في كل زاوية من زوايا الزمن وهي راسخة برسوخ النفس وهواها ... ولو عدنا قليلا إلى الوراء لوجدنا في كل مرحلة من مراحل التطور سؤالا يصرخ وفكرا ينبض وقلما يكتب وقلة تنطلق مسافرة في رحاب الرحمن بالرغم من كل صراع يثور كالبركان الهائج بعد غفوة من النوم وبالرغم من كل مغريات شيطان الهوى والفكر ... ولكن هنا لا بد امن القول بأن من اعتنق الإيمان مبدأ حياة وأخلص لنفسه وللإنسانية فاز بالدين القيم لأن المقصود بقول رسول الخلق هو زمن النفاق والرياء والكفر وليس زمن التطور التكنولوجي وإن كان له أثر هام
في خلق بذور النفاق والفتنة ويكفي الإنسان في هذا الزمن أن يحقق أركان الإسلام دون فلسفة وأن يجعل القرآن الكريم دستورا في حياته فكل فكرة هي خاطئة وكل قول هو خاطئ والصواب فيهما وارد أو العكس في ذلك كما قال الإمام الشافعي وبالتالي فسفرنا في رحاب الله يقتضي منا أن نحزم حقيبتنا بأمتعة تتلاءم مع الرحلة ... وهي عديدة وبسيطة والكل يدركها وأهمها برأيً هي النية الخالصة كمفتاح للسفر مع ضرورة العمل بقوله تعالى (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ماعبدتم لكم دينكم ولي دين) صدق الله العظيم .. فلننطلق سويا في رحلة في رحاب الرحمن ولنبتهل للخالق البارئ المصور بالمغفرة والرحمة والعفو ... يارب العالمين لقد طغى الكفر في نفوسنا ونحن ندرك بأنك الواحد الأحد لا شريك لك في الملك فإن لم تعفُ وترحم نفوسا ضاعت بالمعصية ستضيع عنها الحسنة في الدار الآخرة ... أللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ... يارب جئناك تائبين مستغفرين فارحمنا وأنت خير من وعد وخير من كتب على نفسه الرحمة التي سبقت غضبك ... فيا الله ياخالقي يامن تعلم عني ما لا أعلمه وتدرك خيري فاكتبنا مع الصالحين واغفر لأهلي ولبلدي ولوطني ولكل البشر واشهد بأنك الواحد الصمد وبأن محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأكوان ... أللهم صل وسلم عليه كما صليت و سلمت على إبراهيم بالعالمين إنك حميد مجيد. جمعة طيبة للجمع ... صباح الخير ...