شعراء بلا مشاعر - حسين علي يوسف عبيدات
---------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... شعراء بلا مشاعر ... هل تعلمون بأنكم تخطئون حين تشعلون شعلة سوداء في صفحة تدور بين الناس كرحى الطاحون ...؟ وهل تدركون بأن الحياة ليست كلمات منمقة وعبارات وجد وغزل ترمى على الصفحات وكأن الوطن العربي قد انتفض من كبوته وعانق المجد حضارة حتى أصبحنا نلهو بالحب والشعر لعبة وتسلية ومتعة نفس ...؟ أين شعر المجد والعزة ...؟ أين قصائد الهجاء والثورة ...؟ أين أغاني الحلم وأين نحن من حب لا نعيش أمله إلا بحروف تنقش على الصفحات ...؟ فهل يعرف الرجل العربي معاني الحب لكي يلهو به أم إنه يهرب إليه كرغبة دفينة في الذات والمشاعر ...؟ أم إنه يفتقد ثقافة المعلومة وقراءة جريدة اللحظة فيسرع إلى صفحات التواصل لرسم إسمه وكتابة صورته بأبجديات الحب وكأنه الشغل الشاغل الذي ينقص واقعنا أم ماذا ...؟ نعم كلمات الشعر جميلة والأجمل منها حرف صارخ لرغيف خبز أو لعدسة تكتب وجعا أو لقلم يشعل مرارة اليوم ببسمة فرح ترسم من ليل دامس السواد أو من معلومة تطير بين الصفحات فترسم الفائدة نعم عبارات الشعر تدغدغ النفس وتحملها على بساط الريح ولكن هل هي حقيقة حياة في ظل سواد الدنيا ...؟ وهل يعيشها المواطن العربي في منزله ويجسدها واقعا في علاقته مع زوجته وساحات المحاكم تشهد بالخصام بين الأزواج حتى بتنا نجزم بأن الطلاق أصبح أمرا منطقيا وحتميا ...؟ فأين الحب من هذا ...؟ وكيف نصور الوهم ونرتقي فروسية على صهوة بعير بدلا من الفرس ...؟ إنه منزلق للخراب وطيش نفس تائهة مجنونة في عالم حضارة الوهم ... إنه مجتمع شعراء بلا مشاعر ... صباح كلمة الحق ... صباح الخير ...