زمن النخوة العربية - حسين علي يوسف عبيدات
- Admin
- 11 يوليو 2017
- 2 دقائق قراءة

زمن النخوة العربية - حسين علي يوسف عبيدات
---------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... المعتصم والزمن ... في زمن ما كانت قصص النخوة منهجا علميا يتلقفه الطفل كما يتناول طعامه حتى أصبح منارة يسعى إليها ويكفي للدلالة صرخة العربية في المعتصم لتشتعل نهضة وحروبا انتصارا لتلك الصرخة ... صوت واحد اخترق السمع فكانت النخوة قد حركت البطولة ... واليوم نجد المعتصم قد أصابه الصم أو غطيت عيناه بساتر حديدي يحجب رؤية الأشياء وإن رأى فالصم أخذ مكانه وأصبحت صرخات الإستغاثة تطير في الهواء ... حتى الهواء أصبح كارها لمثل تلك الصور ... ولو فتحنا كتابا لذلك لوجدنا التحرش والظلم والسرقة والإعتداء العلني الواضح الصريح يمشي في الأرض بقوة وتجبر كيف لا والصرخة مخنوقة مهزومة ... مقهورة تبقى في مكانها وإن علت فيردها ألف وألف من أصحاب الصمم والبكم ... ولو سألت عن سبب تلك السلبية في المواقف لرأيت العجب في الجبن والخنوع والعجز والكسل ... كيف يلبي صوتا يستنهض همما ماتت النخوة فيه خوفا على حياته ... حبا بالأنانية .. رفقا بالمصلحة .. طموحا بالسكينة .. رغبة بالفكر الهابط .. مات معتصم وجاء زمن ماتت فيه نخوة الرجال لأنهم أصبحوا نساء العصر وارتضوا لذاتهم هوية وجنسية وانتماء غربي ... نخوة الرجال أصبحت في سروال مستورد كسروال المرأة وشعر يسابق المرأة في طولها أو طول شعرها ... نخوة الرجال دفنت في مشية مترنحة كمشية غزال يستعرض جماله في غابة ... نخوة الرجال ماتت في حظيرة المرأة المسترجلة ... نخوة الرجال قتلتها فتنة امرأة تهوي الكيد واللعب في مسرح الحياة ... مات المعتصم وسكن قبرا مظلما في الفقر والكره والخراب ...أناديك وا معتصماه في ظلمة ليلي ... منجدا ونورا لنجدتي ... فتركن خيالا لسواد العتمة ... أين أنت من سلفك وجدك ... في الحرب كنت على الظلم ... حديدا معتصما للطهر مجدك ... كانت صرخة المرأة ناقوسا ... في دم الرجال للنجدة والحرب ... واليوم صارت سيول الصرخة ... سدا في أذن كل معتصم ... مات العرب بموت المعتصم فأي زمن صار فيه الجبن والكسل علم حضارة امة العرب ... وتسألون أين السبيل من زمن القهر ... كونوا رجالا قوامين للقسط والعدل والنخوة في االانتماء والجنس ... (وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) صدق الله العظيم ... صباح النخوة العربية ... صباح الخير ...