الحضارة الإسلامية ودورها في صناعة النهضة الأوربية - د.صالح العطوان الحيالي ------------------------------------------------------------------------------------------ استطاع الإسلام بقوته الذاتية أن يطوق بذراعيه أكبر إمبراطوريتين عرفتا في ذلك التاريخ وهما الإمبراطورية الرومانية القيصرية والإمبراطورية الفارسية الكسروية فما ان أشرق الإسلام بنور الحق حتي امتد زحفه في جوانبها وغزا بمبادئه العالية وأسسه القويمة هذا العالم الكبير فرفرفت ألوية التوحيد وخفقت رايات الحق فوق هذه الأرض التي طالما امتلأت ظلما وجورا وإلحادا وطغيانا حتي ذكروا ان سعد بن أبي وقاص القائد المسلم لما دخل قصر كسري وغاصت اقدامه في سجاده الفاخر كان يعجب ويقرأ قول الله تعالي ( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين ) ( الدخان : 25 - 28 ) وكان في بهو من أبهاء القصر نار تندلع ألسنتها كانت يعبدونها من دون الله ويقدسونها ويسجدون لها فأمر سعد المؤذن أن يرتفع صوته بكلمات الأذان ويردد ألفاظ التكبير والتهليل والدعوة إلي الصلاة والفلاح وارتفع الصوت الذي يعلن النداء الإلهي وأطفئت نار الشرك بقوة التوحيد وكأن سعدا بهذا يعيد إلي الأذهان ذلك الموقف الرائع والمشهد القدسي الجليل الذي وقفه استاذالإنسانية الأكبر يوم فتح مكة ودخل البيت الحرام حطم هو وأصحابه ثلاثمائة وستين صنما كانت تقام حول الكعبة وهم يرددن قول الله جل شأنه ( جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ) ( الإسراء : 81 ) وصدر الأمر من القائد الأعلي والرئيس الأسمى محمد صلي الله عليه وسلم إلي بلال الحبشي أن يعلو ظهر الكعبه فيردد الأذان في أسماع الزمن وليقول لدعاة الحرية والحضارة : ليس لابن البيضاء علي ابن السوداء فضل إلا بالتقوي ، فهذا بلال الحبشي ، وهو بالذات ، يختاره صاحب القياده الحكيمه والزعامة الرشيدة والنبوة الأكيدة ليردد ألفاظ الأذان حتي يعيد للبشرية كرامتها وعزتها قال تعالي ( يا أيها الناس إنا خلقنا من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ( الحجرات : 13 ) إن من الحقائق الثابته التي لا تقبل مراء ولا جدلا أن الحضارة الإسلامية أخذت طريقها إلي إوروبا وعبرت إليها بواسطة : 1- الأندلس 2- صقلية 3- الحروب الصليبية 4- طريق القسطنطينية 5- الاتصالات التجارية بين الشرق والغرب وكان لكل مسلك من هذه الخمسة نصيب وافر في نقل معالم الحضارة الإسلامية إلي إوروبا ، وإذا كانت الحروب الصليبية قد امتدت زهاء قرنين من الزمن احتك أثناءهما الغرب بالشرق فإنه ليس من المبالغة في شئ إذا قيل : إن الحروب الصليبية كانت من أبرز تلك المسالك ، ومن أكثرها نقلا لحضارة الإسلام إلي قارة أوروبا وشعوبها . ونستطيع ان نركز ما استفادته أوروبا من فوائد غالية لا يقدر مداها فيما يلي : أولا : الخبرة وتصحيح المعلومات واتساع النظر . كانت الأمية ضاربة أطنابها في شعوب أوروبا لما تحركت هذه الشعوب إلي الحروب الصليبية ، وكان الغالب منهم لا يتصور من العالم إلا المحيط الذي يعيش فيه ولم تكن لهم معلومات ولا تصور صحيح عن بلاد الشرق وعن المسافة التي تفصل بينهم وبينه وحتي عن المناطق والأقطار التي يجب عليهم اجتيازها وسلوكها . فكان من أهم ما استفاده هؤلاء الصليبيون الخبرة والمشاهدة وإدراك صورة صحيحة عن المجتمع الإسلامي وبلاد الشرق . وقد رجع آلاف من الغزاة الصليبين إلي بلادهم وحملوا إلي الناس أخبارا تناقض ما كان ينشره دعاة الحرب من رؤسائهم من أن المسلمين جماعة من الوثنيين غلبوا علي الأرض المقدسة وأجلوا عنها دين التوحيد ونفوا منها كل فضيلة وإخلاص وهم وحوش ضارية وحيوانات مفترسة ، فلما قفل الغزاة إلي ديارهم قصوا علي قومهم أن أعدائهم كانوا أهل دين وتوحيد ومروءة وذوي ود ووفاء وفضل ومجاملة _ والحق ماشهدت به الأعداء: لا تمدحن امرءا حتي تجربه ........ ولا تذمنه من غير تجريب ولقد كسبت أوروبا من الحروب الصليبيه نظرة جديدة واسعة للحياة ، وقد كان هذا الأتساع في مدي النظر أكبر ما اكتسبته من الحروب الصليبية إذا أضفنا إليه روح الكشف وتقدم الجغرافيا فلقد وجدوا أنفسهم أمام حضارة إسلامية ذات إشعاع عظيم فبهرهم هذا الإشعاع ، ولمسوا التفوق في النظام السياسي والأجتماعي والاقتصادي والقضائي والفكري عند المسلمين فعادوا يحملون انطباعاتهم وينشرون الدعوة إلي إصلاح شامل يبدأ بتحرير الفكر وتسهيل التبادل المادي والفكري ويصون الحرية الفردية ويكفل للرعية الرفاهية والطمأنينة . ثانيا : الناحية السياسية والقومية. لعله من أصدق القول إذا قيل إن أوروبا في عصرها الوسيط لم تجتمع علي هدف معين مشترك ، هز شعوبها وعم جميع طبقاتها مثلما اجتمعت علي الحروب الصليبية فقد كانت الحمية تشمل جميع الطبقات تدفعها الأغراض المختلفة والدواعي المتنوعة ولكنها كانت تحت هدف واحد هو الأتجاه إلي المشرق ، وقتال المسلمين تحت راية الصليب ، وكانت الدعاية تصل إلي كل أذن ، وكان الإحساس المتدفق والشعور الملتهب يشمل كل من وصلته الدعاية أو استمع إلي الدعاة واتصل الناس بالعالم الخارجي بعد ان كانوا منعزلين عنه . وكانت أعظم العلل التي تفتك بالممالك والقوميات الأوربية في العصور الوسطي هي النظام الإقطاعي القاسي الذي كان شجا في حلق الملوك ، فقد كان الإقطاعيون يمثلون ملوكا بجانب الملوك وكانت إقطاعياتهم تمثل دولا وسط الدولة وقد وصف بعضهم أوروبا في ذلك الوقت بأنها عبارة عن ممالك عديدة صغري تبلغ الآلآف ، وكانت الشعوب الأوربية تحت تصرف وحكم هؤلاء الإقطاعيين يحكمونها حكم العسف والإرهاق والإذلال ، وكان لتلك الحروب أثرها علي الملوك والشعوب جميعا ، فقد سيطرت علي كثير من الإقطاعيين فكرة تكوين الممالك والإمارات في بلاد الشرق ، فأخذوا يجهزون الجيوش والمعدات الحربية لسفر طويل شاق ، وفي سبيل ذلك كانوا يبيعون المدن والقري لأفراد الشعب المضطهد فأخذت هذه الطبقة الدنيا تستنشق نسيم الحريةوالأنطلاق وتتذوق لذة امتلاك الأراضي والعقارات . ولم تكن فائدة الملوك أقل من ذلك ، فقد كان يقوي نفوذهم وتتسع دائرة تصرفهم الفعلي شيئا فشيئا بقدر ضعف النظام الإقطاعي ، وكانت قوة الملوك وضعف الإقطاعيين من أهم أسباب ظهور القوميات واتحاد الممالك في اوروبا . ثالثا : التشريع والإصلاح . اشتهر كثير من زعماء أوروبا بالتفسخ الأخلاقي ، مما دعا مفكري أوروبا فيما بعد إلي الثورة الإجتماعية واندلاع حركة الإصلاح . وتعتبر الإصلاحات التي أدخلها لويس التاسع في مملكته ( فرنسا ) نتيجة لمشاهداته التي رآها بمصر والشام عندما ذهب إلي المشرق متزعما الحملة الصليبية السابعة أما فردريك الثاني ملك صقلية وإمبراطور ألمانيا الذي يعتبر أعظم ملوك أوروبا تشبعا بالحضارة الإسلامية واحتذاء لها ، والذي قاد الحملة الصليبية السادسة ، فإنه أول من أسس جامعة علمية بأوربا ( جامعة نابولي ) ، وأول من أسس مجلسا نيابيا ووضع قاعدة المساواة في الحقوق والتكاليف ، وأيد سيطرة القانون علي جميع الطبقات وأطلق حرية كافة العقائد ، وأصدر قانونا بالإسعاف الدولي للفقراء . وقد رتب أمور الدولة ترتيبا أجمع المؤرخون علي أنه كان حجر الأساس في تكوين الدولة الحديثة، وأسس الدواوين المختصة وفصل بين السلطة القضائية والمالية والتشريعية التي كانت من خصائص الملك وحده وقضي علي سيطرة الكهنوت وتشبع فردريك الثاني بالأفكار الإصلاحية واشتهر بمحبته للثقافة الإسلامية . رابعا : الطب . ظلت أوروبا في عصورها الوسطي وزمن الحروب الصليبية خاضعة لنفوذ الكهنوت ، وكان رجال الكهنوت متسلطين علي الشعوب الأوربية وطبقاتها المختلفة ، يفرضون عليهم القوانين التي يتقبلونهامهما كان نوعها ، وحرموا الاستحمام وحظروا فتح الحمامات بعد أن كانت شائعة في الدولة الرومانية . وربما كانوا يحرمون الطب وصناعته معتقدين أن المرض عقاب من الله لا ينبغي للإنسان أن يصرفه عمن استحقه ، وظل الطب محجورا عليه إلي ما بعد استهلال القرن الثاني عشر للميلاد . وكانت طرق المعالجة عند الفرنجة الذين وردوا إلي المشرق بدائية تعتمد علي الرقي والتعاويذ أو علي أساليب في غاية الفظاظة والقسوة ، وقد ذكر أسامة بن منقذ في كتابه "الأعتبار" صورا من هذه المعالجات الوحشية التي يعالج بها الفرنجة مرضاهم ، وكان الفرنجة تبهرهم أساليب المعالجة الإسلامية ، ويقتنعون بصلاحيتها ووجوب الأخذ بها ، ونتيجة لاختلاط الفرنجة بالعالم الإسلامي واطلاعهم علي أساليب العلاج والتداوي بدأت تظهر دور العلاج والبيمارستانات وطرق العلاج الصحيحة في اوروبا منذ القرن الثاني عشر الميلادي . واشتغل بعض الفرنجة بنقل بعض الكتب الطبية العربية إلي اللاتينية ، فقد اشتغل برنارد سلفستر و فيليب الطرابلسي بالنقل من العربية إلي اللاتينية ونقل اصطفان الأنطاكي سنة 1127م كتاب "الملكي" في الطب لعلي بن عباس . خامسا : التجارة . لعل من أعظم ما استفادته أوروبا من الحروب الصليبية ذلك النشاط التجاري الذي حصل بين الشرق والغرب ، وذلك التقدم في الملاحة البحرية وتحسين وسائلها ومقوماتها سيما استعمال الإبرة الممغنطة (البوصلة) التي شاع استعمالها في السفن العربية ونقلها عنهم ملاحو البحر الأبيض المتوسط الأوربيون ثم شاعت شيئا فشيئا عند بقية الملاحين الأوربيين . وكانت السفن الصليبية التي ترد من جنوب أوروبا ومن شمالها محملة بالجنود والمقاتلين تعود إلي أوروبا مليئة بمختلف السلع والبضائع من أقشمة مزركشة ومن أوان مطعمة مزخرفة ومن مواد غذائية متنوعة لعل من أعظمها قيمة السكر الذي لم تكن أوروبا قد عرفته بعد فقد كان أعتمادها قبل ذلك علي العسل فقط وانتقلت إلي إوروبا البسُط الفاخرة التي تنافس في شرائها النبلاء والسادة وزينوا بها قصورهم واستعاضوا بها عن سجاجيد السعف والقش .ثم أخذوا في تقليدها والنسج علي منوالها وإلي اليوم مازال بعض الأقمشة بأسماء عربية . وبسبب هذا الاتصال التجاري انتقلت كذلك نباتات جديدة إلي إوروبا مثل السمسم والخروب والأرز والليمون والبطيخ والمشمش كذلك عرفت أوروبا التوابل والأباريز فاستعملتها في الأكل وكانت في أشد الحاجة إليها نظرا لبرودة الجو في أوروبا ودخلت الرفاهية والثروة إلي الأوساط الشعبية ، وكانت المدن التي تولت النقل التجاري بين الشرق والغرب من أغني دول أوروبا في ذلك الزمن مثل مدن ( جنوة - بيزة - البندقية - مرسيليا ). وتأثر الصليبيون بهندسة البناء العربي وخصوصا في القلاع والكنائس ، فقد بني الإنجليز قلاعهم بعد الحروب الصليبية علي طراز يقابل الطراز العربي في مضاعفة الجدران وإقامة البروج فيما بينها ، وتخطيط الحصون المركزية وإقامة الأبواب المنحرفة ذات الزوايا القائمة التي تحول دون استخدام الباب عند الوصول إليه لتصويب القذائف إلي الأفنية الداخلية ، وقد اخذوا من الكنائس الشرقية التي تأثرت بالطراز العربي أنماطا من الزوايا والبروج المستديرة ولم يكن للغرب عهد بها قبل الحروب الصليبية . سادسا : الفن الحربي والفروسي . لم يكن الفن الحربي أقل حظا من بقية الفنون الأخري ، فقد اقتبس الصليبيون الفرنجة من العالم الإسلامي أمورا كثيرة عادت عليهم بالتقدم والرقي والخروج شيئا فشيئا عما كانوا عليه في العصور الوسطي ، فاستعمال القوس القذاف ، والدروع يلبسها الفرسان ، والخيل ، واستخدام الوسائد القطنية تحت الدروع ، واستخدام الحمام في حمل المعلومات الحربية وانتشار علامات النسب علي الأسلحة وشارات الفرسان ، كل ذلك أخذه الفرنجة عن المسلمين . وعن المسلمين أخذ الفرنجة طريقة تنعيل الجياد بالحديد وأدخل الفرنجة في جوقاتهم الموسيقية العسكرية الطنبور والطبل ، ونفذوا عادة الأحتفال بالظفر بإشعال الأنوار والأجراءات التشكيلية للخيل ، كما شاعت بينهم الأسلحة المزركشة والاعتناء بتطعيمها . وقد نشطت هذه الحروب الصليبية علم الحيل الحضارية وحسنته لما فيه من طرق الهدم واللغم واستخدام المنجنيق والكبوس والاعتماد علي أنواع المشتعلات والمفرقات سابعا : التسامح . والدين الإسلامي دين التسامح لا يجبر الناس علي الدخول فيه ولا يجعل من الخلاف في العقيدة موجبا للظلم والاعتساف فهو مقرر قاعدة "لا اكراه في الدين" قال تعالي : ( ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )( النحل : 1255 ) ( أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين ) ( يونس : 99 ) ولم يكن الفرنجة يعرفون صفة التسامح السامية في العقائد ، وإذا كان التعصب يصاحب الجهالة والجمود الفكري فإن الفرنجة لما هاجموا العالم الإسلامي كانوا مشبعين بروح التعصب المقيت . لا يصدهم عن التنكيل بالمخالفين لهم في الدين أي شئ ، وكانوا يعتدون علي أي شخص تمكنوا منه ،كبيرا كان او صغيرا ، رجلا كان أو أمرأة سواء كان مقاتلا أو مسالما . وقد بدا تعصب الفرنجة وقساوتهم البالغة في مذبحة المسجد الأقصي التي قتلوا فيها ما يزيد علي السبعين ألفا ممن التجأ من ضعاف المسلمين والمسالمين من النساء والشيوخ والأطفال الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا . وبعكس ذلك تماما كان موقف صلاح الدين الأيوبي عندما استرجع بيت المقدس ، فقد منع الأعتداء علي أي من الفرنجة بعد أن استسلمت الحامية الصليبية بالقدس ومنحها الأمان وخرج جميع الفرنجة من بيت المقدس محروسين بالجند الإسلامي فوصلوا آمنين إلي مدينة صور . حتي بلغ من روح التسامح عند صلاح الدين الأيوبي أنه لما مرض الملك الإنجليزي "ريتشارد قلب الأسد" وأكبر خصوم صلاح الدين بعث إليه صلاح الدين طبيبه الخاص ورفه عنه بأن أرسل إليه الفواكه والثلج ، وكان الفرنجة يعجبون من هذا التسامح الصادر من أعدائهم المسلمين نحوهم ، ومن هذه الرحمة التي يبدونها نحو الفرنجة الذين مسهم الجوع أو أضنتهم الجراح وأقعدهم العجز ، وكيف أن المسلمين لم يستغلوا العجز لإكراههم علي الإسلام ؟ بل لقد كانت هذه المعاملة الرحيمة سببا في اتجاه الكثير من الفرنجة إلي الإسلام والدخول فيه . والواقع أن الفرنجة كانوا في غاية التعصب وعدم احتمال أي نوع من الشفقة مع المسلمين ، ولكن هؤلاء الفرنجة إذا ما اختلطوا بالمسلمين واتصلوا بهم بدا منهم التسامح والاعتدال في معاشرتهم . فقد أجبرت العواصف اسطولا فرنجيا قادما من انجلترا وفلاندر علي الإرساء بمؤانئ البرتغال . وأظهر هؤلاء الفرنجة غاية القسوة مع المسلمين الذين كانوا تحت حماية البرتغاليين بمدينه "لشبونة" كما كان الصلح الذي عقده مسلمو مدينة"شلب" مع الملك "سانشو" لم يرض هؤلاء الفرنجة حيث لم يبقوا سكان المدينة سوى ثلاثة عشر ألفا . أما بقية الستين ألفا فقد كانوا ما بين قتيل وأسير . ويذكر أسامة بن منقذ انه زار بيت المقدس ، والقدس إذ ذاك عند الفرنجة ، فأفرد له فرسان الداوية زاوية ملحقة بالمسجد الأقصي ليصلي فيها فاغتاظ لذلك أحد الفرنجة الحاضرين - كان قدم حديثا إلي بلاد الشام وتدخل في الأمر - مما ساء فرسان الداوية الذين طال مكثهم في بلاد الإسلام وزال عنهم ما عندهم من تعصب ديني . وأثر الحروب الصليبية في أخلاق الفرنجة الذين اختلطوا بالمجتمع الإسلامي له صور عديده ذكر الكثير منها ابن جبير في رحلته وأسامة بن منقذ في كتابه "الاعتبار"
-------------------------------------------------------------------------
د.صالح العطوان الحيالي11.6.2017