عبد الرحمن الكيلاني النقيب - د.صالح العطوان الحيالي
-----------------------------------------------------------
عبد الرحمن الكيلاني النقيب " نسبه ..حياته .. وطنيته " عبد الرحمن الكيلاني النقيب (1841 - 1927) رئيس المجلس التأسيسي الملكي العراقي. ولد في بغداد لعائلة صوفية من ذرية عبد القادر الجيلاني، وكان نقيبا لبني هاشم من قبيلة قريش في بغداد. اختير كأول رئيس وزراء بعد سقوط الدولة العثمانية في 1920 وكانت من مهامه تأسيس الدوائر والوزارات العراقية وانتخاب ملكا للعراق، حيث انتخب المجلس الأمير فيصل الأول ملكاً على عرش العراق في 23 اب 1921 م. وتولى النقيب رئاسة الوزارة لمرتين بعدها أسندت للشخصية الوطنية والسياسي المخضرم عبد المحسن السعدون عام 1922 م. وكان عبد الرحمن النقيب الكيلاني انه كان من اشد المتمسكين بالدولة العثمانية ومن المقربين للسلطان عبد الحميد الثاني ولقد ناصره بشدة في موضوع فلسطين وهذا مشهور ويحتسب له لكن بعد زوال العثمانيين واحتلال الإنكليز للبلدان الإسلامية أصبح الوضع معقدا جدا في العراق خاصة خصوصا بعد ثورة العشرين المجيدة حيث تصرف النقيب بذكاء سياسي منقطع النظير وببراكماتية حيث رفض ان يكون ملكا على العراق زهدا بالملك لكن وافق ان يكون رئيسا للوزرا ء حقنا لدماء المسلمين من الطائفتين وحرصا منه وهو الرجل السبعيني لبناء دولة القانون وتاسيس دولة عراقية حديثة وردا على الحاقدين على اعمالة لأسباب معلومة نقول كان بإمكان الرجل ان يكون ملكا على العراق لكنة اثر مصلحة البلد على مصلحتة وهل بعد ذلك وطنية وكفى لتفاسير نظرية المؤامرة للتاريخ، ومن الجدير بالذكر ان الدكتور يقظان سعدون العامر في جامعة بغداد وهومن بالاصل من أبناء السماوة اكد في محاظراته في معهد التاريخ وامام حشدمن الطلبة ان اطلع على وثائق بريطانية بلندن تؤكد وطنية النقيب وايثاره مصلحة الوطن على العكس ممايشاع ضده من المتطفلين الذين لايهتمون الا بالقشور ويتركون اللباب النقيب عاش أغلب عمره عثمانيا قلبا وقالبا لكن كونه سياسيا وتعلم من استاذه السلطان عبد الحميد ماهي السياسة وفنونها وكيف تدار فليس عيبا ان يضع النقيب بلاده نصب عينه ويتعامل مع الأعداء وغيرهم وهذا هو نفس كلام الدكتور كمال مظهر أحمد المؤرخ الكبير والعلامة الدكتورعماد عبد السلام رؤوف والدكتور سالم الالوسي والدكتور المرحوم يقظان سعدون العامر . الحكومة الوطنية المؤقتة
وبعد أن عقد مؤتمر القاهرة عام 1920 م، على أثر ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني ،وضد سياسة تهنيد العراق، اصدر المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس أوامره بتشكيل حكومة وطنية عراقية انتقالية برئاسة عبد الرحمن النقيب الكيلاني وتشكيل المجلس التاسيسي الذي تولى من ضمن العديد من المهام وانتخاب ملكاً على عرش العراق، وتشكيل الوزارات والمؤسسات والدوائر العراقية، واختيار الساسة العراقيين لتولي المهام الحكومية. ثم وُضِع مستشار إنجليزي بجانب كل وزير. وأعلنت بريطانيا عن رغبتها في إقامة ملكية عراقية حيث رشح العراقيون من خلال مجلسهم التأسيسي الأمير فيصل بن الشريف حسين ملكًا على العراق، في 23 أغسطس/آب 1921 م بعد إجراء الانتخابات في المجلس كانت نتيجتها 96% لفيصل. وأجبرت بريطانيا فيصل على توقيع معاهدة معها في 10 أكتوبر/تشرين1 1922 م، تضمنت بعض أسس الانتداب البريطاني. ومن أهم اعمال حكومة الكيلاني النقيب -1-تقسيم العراق إلى وحدات إدارية الوية واقضية ونواحي2-اتخاذ قرار إطلاق سراح الوطنين المبعدين إلى الهند واصدار عفو عام 3-استدعاء الضباط العراقيين الذين عملوا في الحجاز وسوريا خلال الثورة العربية الكبرى وإنشاء الدواوين والوزارات والدوائر الرسمية... المجلس التأسيسي العراقي صدرت الإرادة الملكية في 19 أكتوبر 19222 م بتشكيل المجلس التأسيسي ليقر تاسيس الوزارات والمؤسسات الحكومية وصياغة دستور المملكة، وقانون انتخاب مجلس النواب، والمعاهدة العراقية البريطانية. واختير عبد الرحمن النقيب الكيلاني أول رئيس وزراء في المملكة العراقية، ثم خلفه الشخصية الوطنية عبد المحسن السعدون، كما سمح الملك فيصل بإنشاء الأحزاب السياسية على النمط الأوروبي في عام 1922 م. وفي عام 1924 تم التصديق على معاهدة 1922 م التي تؤمن استقلال العراق ودخوله عصبة الأمم وحسم مشكلة الموصل. وقد تشكل المجلس من الشخصيات البارزة والفاعلة من مدنيين وعسكريين على الساحة الوطنية، والذين لعبوا دورا في استقلال العراق وتأسيس دولته، منهم عبد الرحمن النقيب الكيلاني وعبد المحسن السعدون الذي أصبح لاحقا رئيساً للوزراء وبكر صدقي الذي قاد أول انقلاب عسكري في المنطقة عام 1936 ورشيد عالي الكيلاني الذي أصبح عام 1941 م، رئيسا لوزراء حكومة الإنقاذ بعد دخول العراق في الحرب العالمية الثانية والفريق نوري السعيد والفريق جعفر العسكري الذي تولى وزارة الدفاع، وعبد الوهاب بيك النعيمي الذي كان ناشطا في الجمعيات السرية التي تدعو لاستقلال العراق، والذي جمع ودون المراسلات والمداولات والتي سميت "مراسلات تأسيس العراق"، والمتضمنة للحقائق والأحداث وراء الكواليس والتي لعبت دورا في تأسيس المجلس التاسيسي والدولة العراقية عام 1921. أسرته عرفت أسرة عبد الرحمن الكيلاني منذ القدم باصولها العلمية ومجالسها، وكان عبد الرحمن النقيب من العلماء الأعلام حيث أخذ العلم ونهل من مناهل الأدب على نخبة ممتازة من علماء عصره، منهم العلامة عيسى البندنيجي، والشيخ عبد السلام مدرس الحضرة الكيلانية، وغيرهم من مشايخ وعلماء بغداد، فكان يرجع إليه في النوائب والمهمات وكان يتردد على مجلسه في الحضرة الكيلانية أو في قصره الواقع على نهر دجلة في محلة السنك مختلف طبقات الناس، ومن سائر الملل والنحل، وكان مجلسه أشبه بمجمع علمي تبحث فيه مشكلات العلوم وتكشف غوامض أسرار البلد السياسية، فكان محفلا سياسياً وكل ذلك بفضل ما كان يتمتع به شخص عبد الرحمن النقيب من أخلاق فاضلة، وله كتاب (المجالس في المواعظ) كان يلقيه على طلابه في شهر رمضان في جامع الحضرة الكيلانية، وله تفصيل طويل في كتاب نقباء بغداد لمؤلفه إبراهيم عبد الغني الدروبي. مواقفه السياسية عارض النقيب الإنجليز بفتوى شرعية بعدم حقهم في حكم العراق، عندما وقف خطيبا امام المس بيل ليقول لها (خاتون، ان امتكم ثرية وقوية، فاين قوتنا نحن؟ انني اعترف بانتصاراتكم، وانتم الحكام وانا المحكوم، ولكن ذلك لن يدوم وحين اسال رايي في استمرار الحكم البريطاني، اجيب انني من رعايا المنتصر، انكم، يا خاتون، تفهمون صناعة الحكم ولكن لاتفهمون ارادة الشعوب الكارهة لكم وغدا لناضره قريب). وقال لها (انكم بذلتم الأموال والنفوس في سبيل ذلك، ولكم الحق في أن تنعموا بما بذلتم ولنا الحق في الثورة ضدكم) واضاف: انه منع افراد اسرته من التدخل فيما لا يعنيهم، لكن الكثيرين من الناس جاؤوا يطلبون مشورته، فاجابهم ان الإنجليز فتحوا هذه البلاد واراقوا دماءهم في تربتها وبذلوا اموالهم من اجلها، فلا بد لهم من التمتع بما فازوا به شان الفاتحين الاخرين.ولكن من حق العراقيين ان ينتفضو ضد الاحتلال ويجب استخدام كل شي في سبيل الحرية والحرب خدعة وعندما احتلت بريطانيا العراق، وكلفت حكومتها السر ارنولد ولسن وكيل الحاكم المدني العام في العراق في آخر تشرين الثاني 1918 باستفتاء العراقيين في شكل الدولة التي يريدون اقامتها والرئيس الذي يختارونه لها، ولما ظهرت النتائج قرر ولسن ايفاد جيرترود بيل إلى لندن لكي تشرح للمسؤولين وضع العراق ونتائج الاستفتاء، زارت المس بيل السيد عبد الرحمن النقيب في داره في شباط 1919 قبيل سفرها إلى العاصمة البريطانية، فقال لها؛ ان الاستفتاء حماقة وسبب للاضطراب والقلاقل، واضاف؛ لو ان السر بيرسي كوكس موجود لما كانت هناك حاجة لاستفتاء الناس عن رايهم في مستقبل البلاد لان الناس بصراحة كارهون لكم ومن يقبل بالهوان ياخاتون الشعب العراقي غيور على نفسه وناسه، ولام النقيب الحكومة البريطانية على تعيينها كوكس سفيرا لها في طهران، معتبرا ان هناك الف ومئة رجل بوسعهم ان يشغلوا منصب السفارة في طهران، ولكن ليس من يليق للعراق سوى كوكس الرجل الذي حنكته الايام والمعروف والمحبوب وموضع ثقة اهل العراق على حد رايه لان يعرف قوة العراقين وسعيهم للاستقلال(يذكر ان النقيب كان يكره ان يرى أحد انجال الشريف حسين حاكما في العراق لانه كان متعصبا للعراق والعراقين ولكن شائت الظروف ان يحكم انجال الشريف ولم يمانع). وكان عبد الرحمن النقيب يطالب بقيام حكومة عربية ويعتبر ان بحث الاستقلال العربي امر يستحق الاهتمام، وكان يرغب في أن يرى العراق تحت عراقية بحتة لا إدارة بريطانية يسندها جيش احتلال لا يقل تعداده عن (40) الفا، وكان يخشى من انتعاش الجمعيات السياسية غيرالدينية وفي كتاب تاريخ الاسر العلمية للراوي الذي حققه الدكتور عماد عبد السلام رؤوف :ان السيد النقيب كان يميل إلى النظام الجمهوري منذ وقت مبكر. وعندما شن بعض البريطانيين في صحافتهم وفي مجلس العموم واللوردات حملة على الحكومة لاجبارها على سحب قواتها من العراق قال؛ (انه لا يفهم كيف تسمح الحكومة البريطانية باستمرار هذا الكلام المزعج)لانه يريدافعال لااقوال وهذا هوسرنجاحه في إدارة الدولة الأولى وحين حدد مسؤول إنجليزي بقاء الاحتلال سنتين قبل أن يتقرر مصير (الامارة) قال النقيب هذا (لتكن مصلحة العراق فوق الجميع والاحتلال زائل لامحالة). ولقد ذيل النقيب توقيعه على الاتفاقية بالعبارة التالية: صاحب السماحة والفخامة السير السيد عبد الرحمن افندي جي بي أي رئيس الوزراء ونقيب اشراف بغداد، ربما لإعطاء الاتفاقية مسحة دينية وقدسية خاصة تحول دون تجرؤ أحد من البريطانيين من نقضها والالتفاف على استقلال العراق والاعتراض عليها.وان إدارة الأوقاف القادرية تمتلك عشرات الوثائق الخاصة بالسيد النقيب وانه كان وطنيا من الطراز الأول ومن هنادعوة لعدم التلاعب بتاريخ الشخصيات العراقية لان ذلك يؤثر وبحق على الوحدة العراقية التاريخية من مؤلفات عبد الرحمن الكيلاني الفتح المبين، (وهو كتاب في ترجمة جده الشيخ عبدالقادرالجيلاني وللداعية حفيده عفيف الدين الجيلاني معلومات وثائقية عنه أولاده وطريقته الصوفية والرد على مخالفيه)وللكتاب طبعتان قديمتان تختلف احداهما عن الأخرى من ناحية المادة. وفي مسلسل سارة خاتون الذي عرضته قناة الشرقية— تفاصيل كاملة عن سيرته ودوره في الحياة البغدادية في العهد العثماني الأخير. علي الوردي والسيد عبد الرحمن يروي الدكتور علي الوردي، عالم الاجتماع المعروف في مذكراته (دروس من حياتي) المنشورة بلندن، أن السيد عبد الرحمن الكيلاني النقيب، كان يأمر نسائه بلبس الحجاب عند مرور الطائرات الإنكليزية، لان تلك الطائرات تحلق بشكل واطئ، وكان يخشى على حريمه ان يراهن الطيار، ويكون بذلك خالفن الدين
----------------------------------------------
د.صالح العطوان الحيالي 6.6 2017