احترم زوجتك يا هذا - حسين على يوسف عبيدات
-------------------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... عزيزي آدم استميحك العُذر يا آدم فأنت لاتزال صحراء قاحلةٌ ولولاَ نهر حواءَ لأصبحت أرضاً جدباء دون زرعٍ. هكذا هُن بنات حواء أنهار عذبة غزيرة مستمرات بالعطاء ، وهاهم أبناء آدم صحاري جافة قاتلة تشتم بها رائحة الموت ... واستميحكم العذر جميعا ببعض الكلمات العامية ... مقدمة كان لابد منها ، عزيزي الزوج هناك في احد أركان البيت امرأة قابعة تنتظر قدومك كل يوم من عملك لتضع لك الغداء ، تبعد الأطفال عنك لتهنأ بقيلولة بعد تعب اليوم ، تستيقظ وتجد أمامك القهوة والشاي وهي من تقوم بضيافتك ، وتدور بعينك في البيت فتنشد عن الأمور الروتينية الأطفال ماذا عملوا بالمدرسة والسائق والخادمة والسيارة والبقالة . ثم تلبس شماغك هائجا مائجا إلى الشلة ، وتبدأ السهرة بلعب الورق أو التلفزيونية مصحوبة بعبق رائحة الشيشة والمعسل. تعود للمنزل وقد تكون هي نائمة ، أو تنتظرك والأمر سيان . فأنت تسرع الى فراشك بكل هدوء ودون إثارة أي بلبلة. هل تعلم ماذا صنعت ؟ بالتأكيد لا . صنعت مجالا خصبا وبيئة قوية لانتهاء علاقة زوجية . حسناً لنراجع سويا أيها الزوج هذا اليوم بالتفصيل ... (06:00 )... تستيقظ و تغسل وتلبس ثيابك وللعمل ( طبعا صباح الخير حبيبتي صباح الخير عمري ، قبلة حب ووفاء لتجديد العهد غير موجودة إطلاقا في قاموسك) (07:00 ) تدخل للدوام وتنتهي به نظاما (02:15 ) ظهرا ... (02:30 ) تدخل البيت مزمجرا مكفهر الوجه ما لك خلق احد والشماغ ملقى على الكنبة وتذهب و تغتسل وصوتك يعلو ( حطي الغداء يا بنت أو يا مرة أو يا أم فلان) ، يا أخي الموجودة زوجتك ليست الخادمة ، اقل درجات الاحترام اطلبها باسمها ، (بعضهم يقالك مدلها مثلا حصة حصيصه أو نورة نوير .) يا أخوان هذه أسماء تصغير قيلت ... فيه اختراع اسمه ( حبيبتي ... عمري ... حياتي ... يا روحي ... الخ) . طبعا هي تضع لك الغداء وتجدها قد أرهقت نفسها ... وبنفس وانت تخلص تغسل وتنام ، هذا من حقك .. وبنت الناس زوجتك المصون من حقها ان تسمع كلمة إطراء من فاك لا فض فوك ... ( يسلموا حبيبتي ... الله يسلم ديرتك ماشاء الله اكل ممتاز ... يعطيك الصحة والهنااااااء ياغالية ..... الخ ) اكيد لا .... (03:00 ) خمد الأسد إلى 05:00 ) (05:00 ) قام من النوم وغسل ولبس الجلابية المعهودة المعلقة في الشماعة وراء الباب. وقال .... هاه ماذا لديكم اوعندكم ( يقصد اخلصي ... ماذا تريدين من البقالة ) أسلوب ولا أروع ... والله انتم وشاكلتكم اللي خلا المسلسلات التركية والمكسيكية تلقى رواج ... لا أريد ان أغثكم زيادة ... عزيزي الرجل : الله خلق الأنثى بجينات مختلفة عن الشلة في الاستراحة هي تحتاج الكلمات الجميلة تحتاج أن تحس بالحب تحس بالأمان تحس بأنوثتها. وأنت تعتقد بعقيدة في راسك تحمد ربها اللي ضابها وساتر عليها ( بشويش يا مهند) . أدري أني قاسي بكلامي على الرجل لأنه القائد ، وإذا خانت الوحدة يقولون ليه. طبعا هناك فئة بسيطة تعرف تحكي زين ولكن كلامها موجه لغير الزوجة ... لا يعتقدن النساء أنني اكتب من اجل كسب شهرة شعبية في أوساطهن ، انا اكتب عن ألم اجتماعي خطير جدا. هناك من هو جاهل وهناك من هو لا يحسن تقدير الأمور ... هل تعلمون أن هناك بعض الزوجات تلبس وتتزين لكم كذا مرة وأنتم ترونهاا مع عمود الصالة واحد، ما تحس انك منعدم الاحساس لما تفعل كذا. انا أدعو لحلال أدعو لممارسة الحلال والاستمتاع بالحلال ... ومن الغريب أيها الزوج أن الزوجة هي المخلوق الوحيد التي تنكشف أمامها شئت أم أبيت ، لكن مستحيل تكشف مشاعرك . لماذا التناق ... إذا كنت مقصرا أبدا من اليوم . لماذا تنتظر وقت معين يكون القطار فات والقلوب يبست والمشاعر تحطمت ... والله يا أخوان أن النساء هن جنة الزوج في بيته أعطها قليلا من روحك وتهبك روحها جميعها ... حديثي للبعض وللفائدة ومن اجل الوصول للأسرة الصحيحة السليمة ... صباح الرجل الحق ... صباح الخير ...