top of page
صورة الكاتبAdmin

سلسلة (كتاب من صديق ) - عبدالكريم ساورة


سلسلة (كتاب من صديق ) - عبدالكريم ساورة حلقة 3/ ظلمة الله ------------------------------------------------ هذا العنوان " ظلمة الله " تسبب في وقت ما في عدم صدور رواية، وأثار ضجة كبيرة، والمعارضون للعنوان انطلقوا من موقف المدافعين عن الله....والسؤال هل الله ينتظر من أحد سواء كان إنسا أو جنا للدفاع عنه ؟ اضطر الكاتب لتغيير عنوان الرواية وعنونها: ب " ظلمة يائيل " وتحكي عن شاب يهودي يعيش حالة تيهان عظيم عندما تم سَبْيُهُ مع الجنود وتم سجنه في مكان جد مخيف بظلمة ليس لها مثيل بين الظلمات. وكان في كل مرة يعتنق ديانة من الديانات السماوية ، فإنه يصطدم بعنف هذه الديانة وتناقضاتها ليس من منظورها التنزيلي وإنما في ممارستها من طرف معتنقيها، فتكبر حيرته ويعيش حالة اغتراب كبير. والرواية في مجملها هي رحلة شاقة لشاب يبحث عن الحقيقة الدينية والنفسية والشخصية في عدة أمكنة، فيكتشف أنه كان يلاحق السراب...... على كل حال الرواية جميلة جدا بشهادة العديد من النقاد، وحازت على "جائزة الطيب صالح العالمية 2012 " الكاتب السوداني المتميز. ألم تلاحظوا معي أنني أشرت للرواية أكثر من مرة ولم أذكر إسم المؤلف، هل ضروريا أن أشير إلى إسم المؤلف، الكاتب المتميز عبد الفتاح كيليطو في كتابة " المؤلف في الثقافة العربية " طرح هذا الإشكال، وقال بالحرف هل بالضرورة عندما نقرأ نصا ما يجب أن ننتبه إلى مؤلفه ؟ وهو سؤال جوهري، و تحدث عبد الفتاح كليطو عن عادات العرب في كتابة كتبهم دون أن يشيروا إلى إسم المؤلف وكان الجاحظ معروف بين المؤلفين من كان يسلك هذه الطريقة في التأليف، ربما خوفا على حياة الكاتب من تهديد معين، أو هو نوع من التمرين الادبي بين الأدباء، وكان الكِتاب تمر عليه أكثر من سنة وهو ينتقل بين المؤلفين وكلهم يعرفون من هو صاحب الكتاب دون الإشارة إلى إسمه اعتمادا فقط على أسلوبه في الكتابة . كان العرب مدارس كبيرة في الكتابة لكن لا أحد منا يريد أن ينتبه إلى هذا الإرث التاريخي العظيم، فقط المستشرقون من استفادوا من هذه المدارس الكبيرة. أريد أن أشير أن رواية " ظلمة يائيل " لو تجولت كل أقطار الوطن العربي بدون إسم فإن نغمتها التاريخية وأسلوبها الجميل وبلاغة جملها والمهنة التي يمتهنها الشاب يائل كلها تعكس تاريخ منطقة بأكملها، فتعطينا إجابات شافية لأسئلة باحث أكثر مما هو روائي، ولاشك أن فن الرسم والصور والشكل الهندسي كلها ملامح برزت في صفحات الرواية وتحيلنا مباشرة إلى بلد عريق هو اليمن السعيد. السؤال الكبير : هل يمكن أن تتحدث عن اليمن، وعن التاريخ ، وعن الأدب الرفيع، وعن المنع دون الحديث عن الغربي عمران، الروائي الكبير الباحث في أعماق التاريخ اليمني، والذي نجح في إخراج هذا التاريخ وتناقضاته من المجهول إلى المعلوم، من الوثيقة إلى رحابة الأدب والإبداع. تعرفت عن الروائي الجميل الغربي عمران، في إطار الأنشطة التي كنا نقوم بها في جمعية " السلام للإبداع والسينما " ومركز الأندلس للإعلام والتواصل " الذي أُشرفُ عليه بمدينة قلعة السراغنة ، وقد لبى الدعوة التي وجهناها إليه للحضور وقد كان حقيقية يوما تاريخيا لاينسى، قاعة اللقاء بمركز تكوين المعلمين كانت غاصة عن آخرها بحضور العديد من المهتمين والشعراء والكتاب والإعلاميين تخللته قراءات شعرية وقراء في روايته " ظلمة يائيل " وأغاني ملتزمة، وما أدهشني هو بساطة وتواضع الرجل ومن تم أول درس تعلمته من هذا المبدع الشامخ. بقي شيء عالق في ذاكرتي، إلى حدود كتابة هذه السطور لم أنساه أبدا، وهو جرت العادة لكل كاتب كنا نستضيفه كان يسلمنا كتابين كهدية من الكاتب في إسم الجمعية ، كانت مفاجأتنا كبيرة عندما سلمنا الرائع عمران 14 نسخة من روايته "ظلمة يائيل " وسلمني أربع نسخ من مجموعته القصصية " مصحف أحمر " ومع الأسف زارنا أكثر من شاعر وكاتب مغربي ولم يسلمنا ولو نسخة واحدة. وفي الصباح عندما استيقظ وكان فد قضى ليلته في منزلنا المتواضع جدا، بعد الفطور وقبل أن يودعني أخرج كسين من البن اليمني وسلمني إياهما بتعفف كبير وهو يقول : " والله لم أكن أعلم أنني سأقضي الليلة بمدينتكم وبمنزلكم الجميل بالخصوص " وهذا كان درس آخر تعلمته من عمران وهو العطاء وكرم الكاتب. مرت سنتان على ذلك اللقاء، جاءتني دعوة من الشاعرة ليلى مهيدري إلى مدينة الصويرة رفقة أخي عبد الله، طلبت منه الشاعرة بأن يعد مداخلة كقراءة في رواية " ظلمة يائيل " ومرة أخرى التقيت بعمران ، عانقني بحرارة، وعندما نقلته في المساء إلى محطة الحافلات بعد أن تناولنا وجبة العشاء، لأنه كان متوجها إلى الدارالبيضاء شكر ني وأخرج من محفظته روايته الجديدة " الثائر " سلمني نسختين، قرأت منها مايقرب عن 50 صفحة ووضعتها مع الروايات لكن قلبي دائما مع محمد الغربي عمران الإنسان . كتبت يوم 2 رمضان....


١٠ مشاهدات٠ تعليق
bottom of page