حديث الجمعة ... - حسين علي يوسف عبيدات
--------------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... ماذا يوجد في الجنة وماذا يفعل المؤمن وهل هناك كلام أو مساجد وماذا يفعل أهل الجنة ...؟ أسئلة كثيرة والعقل يبحث وليس له مرجع سوى كتاب الله وعليه نقول ما جاء به الخالق ( دعواهم فيها سبحانك اللهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين )... إذاً دعاؤهم في الجنة التسبيح وتحية الله وملائكته لهم ... وتحية بعضهم بعضا في الجنة سلام وبالتالي ليس هناك كلام عن أمور دنيوية وإنما يجلس بعضهم مع بعض كل منهم يذكر أخاه بمناسبات الخير والله سبحانه وتعالى يتفضل ويحيّى أهل الجنة ( تحيتهم يوم يلقونه سلاما ) كذلك الملائكة تحيى أهل الجنة ... والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) فلنعمل صالحا ولنكن في حالة سفر دائم في رحاب الرحمن حتى نلقى تحية الله وملائكته ... أما أنواع الجنة التي نشتاق ونتمنى رؤيتها فهي جنة المأوى وجنة الخلد وجنة الفردوس وجنة النعيم ... فلنبدأ أولاً بجنة المأوى ولنتذكر قول الله تعالى (عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ) عند سدرة المنتهى ... شجرة نبق ... وهي في السماء السابعة ينتهي إليها ما يعرج به من الأرض وينتهى إليها ما يهبط من فوقها ... عندها جنة المأوى التي وعد بها المتقون ... هي التي تصعد إليها أرواح المؤمنين بدليل قوله تعالى ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألآ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) ... فالمسلم عندما يموت يزف في السماء ... يزفه خمسمائة ألف من الملائكة حتى تصل إلى مكانها ومستقرها في جنة المأوى فتبقى متنعمة إلى أن تقوم الساعة ولكن الجميل في عالم البرزخ هذا إن الأرواح لا تكون محبوسة في جنة المأوى ولكن يؤذن لها بالزيارة فتنزل إلى قبرها ويتعرف الميت على أحوال أهله ... ولا أدري المصدر لهذا الكلام سوى أقوال علماء الدين والله أعلم لأننا في حالة رضوخ تام و اسلام كامل لما جاء في القرآن الكريم وفي حالة بحث وتفكر فيما يقوله العالم للوقوف على حقيقة الأمر ولقد علمنا من حبيبنا خاتم الأنبياء بأن من صام رمضان فهو في الجنة ومن مات شهيدا فهو في الجنة ومن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله فهو في الجنة ولكن كل واحد منهم في مرتبة تختلف عن الآخر على قدر عمله وصفاته ... هذا عن جنة المأوى فماذا عن جنة الفردوس فأقول ما قاله نبينا صل الله عليه وسلم ... وإذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس الأعلى في الجنة ... )والفردوس في أعلى الجنة ووسط الجنة وعلى يمين العرش ( الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون وللوصول إلى ذاك الموضع لا بد من ارتباط الإيمان بالعمل الصالح (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ) وطبعا الكلام عن الفردوس كلام لا ينتهي وهو أمل كل مسلم ولكن الحلم لا يكفي فعلينا أن نعمل صالحا ونؤمن ونسلم كل شيء لله لأن المسلم الحقيقي يعطي كل ما يملكه من طاعات لربه ويسلم امره له كما فعل خليل الله وإبنه اسماعيل ولنكن دائما في رحاب الله وفي سفر متتابع بحقيبة مملوءة بالطاعات واجتناب المعاصي ... حتى نجد من عمل صالحا وفاز بالجنة رفيقا لنا ... ورحمة ربنا هي طريقنا إلى الجنة وليست أعمالنا التي فسقت بكل جميل ... فياربي ... يا الله ... ياخالق الكون اسألك كما علمني محمد صل الله عليه وسلم سيد الأكوان ... اسألك الفردوس الأعلى لي ولأهلي ولأمتي ولكل البشر ... يارب أسألك يقينا وعلما وأملا بك لا ينقطع ... اسألك نفسا راضية وعقلا تائبا وقلبا يركض لك زاهدا بالمعصية ومغفرة ورحمة تدخلني جنتك ياربي ... يا الله بك استجير واستنجد لهواني وذلي وضعفي وعجزي في نفسي ولأهلي ولبلدي ولوطني ولأمتي ولكل البشر وأنت ربنا رب العالمين ... حسبنا الله ونعم الوكيل لمن بغى علينا ولمن كادنا ولمن أهمنا ولمن شردنا وفرقنا ... حسبنا الله عند المسآلة في القبر والصلاة والسلام على خير البشر ... وأشهد بأني رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا وبمحمداً نبيا وبالقرآن كتابا وبأنك خالقي وربي وأنا عبدك ... أللهم آمين يارب العالمين ... جمعة طيبة لكم جميعا ... صباح الخير ...