عرب وغرب ...! - حسين علي يوسف عبيدات
----------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... عرب وغرب ...! الوان زاهية من ورود الربيع تسابق الشمس في طلعتها فتبعث املا جديدا في يوم أفضل ... يوم هو نفسه في كل السنوات الماضية باستثناء عقبات ونوازل الدهر الذي اقسم أن يغطي الحياة بما يجنح إليه الفكر من دمار ... وقد يسأل سائل وما ذنب خير الفكر ...؟ فأقول بأنه صمت ووقف متفرجا شامتا أو يدندن ويصفق له ...متى كانت الحياة تعمل بقانون الشر والإحباطات الفكرية ...؟ متى كانت الحياة تنتصر لقوى الدمار والخراب ....؟ فالدنيا هي ... لمن يعمل مثقال ذرة من الخير أو الشر وذرات عمرنا الحالي تنثر عنوانا إسمه الفكر الهابط والجبن القانع والنفاق المجلجل والخبث الزائد والكتاب المسطور من آلهة في كل مكان وعرائس البشر تصفق وترقص على أوتار الحانهم حتى باتت موسيقا الحياة ... في زمني مال وعلم وحضارة وتطور رسمت خطوط وحدود الغابة وأودعت في حظائرها حيوانات آدمية تنهق وترعى حتى حولت الدنيا إلى لعبة شطرنج تتحرك بفعل خارجي ... في زمني قوة امريكا وروسيا والصين تضرب من حديد اصوات الفكر المتبقي الذي تلاشى تحت سياط الغدر والهوان وهاهي امريكا تسأل الكونغرس كيف يفنى العالم بحرب نووية وتبقى هي الكتلة الوحيدة في الأرض .... والسؤال الذي يفرض نفسه ...ماهي المسافة الفكرية بين العرب والامريكان ...؟ وكم هي قادرة على اللعب بأوراق الغد والغد البعيد ...؟ ونحن ما زلنا ننظر إلى الماضي السحيق وثرثرة الاحتمالات ونقل الخبر وتحليله من أدنى المستويات الفكرية التي تربعت بالنصيب على عرش الكلمة ... وكم وكم من فكر عربي سحيق يطحن ابتسامة الشمس والربيع بافتعال القصص النائمة ...؟ حتى تتلبد السماء بغيوم تنذر بالريح المدمرة والعالم يسابق الشمس في طلعتها بينما مازالت الطبيعة في عالمنا هي التي تركض ونفوسنا راكدة تنظر بعيون الفكر المتخلف المشبع بالانانية ... في امريكا والعالم الغربي يحاربون فشل الغد ويرسمون شمسا دائمة وقودها حجارة وبشر العرب ونحن نرسم ونرفع مشاعل الفتن الطائفية والمذهبية ونتربع على عرش السماء ...فأي زمن وأي ربيع وأي ورود تلك التي تسابق الشمس ... صباح كل العرب ... صباح الخير ...