أأمة العلم أم أمة الجهل نحن؟ - حسين علي يوسف عبيدات
------------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... سأعود بكم في قطار الزمن الى الثمانينيات وبالذات في المغرب لنقف ونستعيد ما قاله شيمون بيريز ... في ذاك الوقت طلب من العرب ان يتركوا انفسهم لدولة اسرائيل لتقودهم الى حكم العالم ... وطبعا كلنا رفضنا ذلك واستهجنا الطلب دون علم ودراية ولم نبحث في سريرته أو نفكر في معناه بل اكتفينا ببعض الحركات والأفعال الأنفعالية كردة فعل وهذا لأننا شعب لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم وإذا فهم فهو لا يعمل وهذه حقيقة اثبتتها التجارب علما بان قائلها هو أحد زعماء بني صهيون ... ولو سئلت عن السبب في رحلتي الى الماضي هذه لأجبت بأن كافة المعطيات والأجندات والأحداث التي نراها على السطح هي من فعل وتدبير الماسونية الصهيونية لكي تصل إلى حكم العالم من الفرات إلى النيل ولو قرأنا الواقع لوجدنا صحة التنظيم والتخطيط فالشبكة العنكبوتية احاطت بسرادق الامة العربية وبدأت تنهش من اللحم العربي بسكين عربي يقطع أوصال العرب بجهل وخيانة ... سكين عربية تبتر اليد العربية ومازلنا في كهف نحلم بالصرخة وبصلاح جديد وكل صلاح يأتي سيقف عاجزا أمام الواقع أو سيسلم راية العرب إلى اسرائيل لتقودهم الى العلا لأننا إلى هذه اللحظة لم نتعظ ولم نفقه شيئاً ... وطبعا لو فكر العرب بقول شيمون في ذاك الوقت لكنًا حافظنا على الدم العربي من سريانه في الشوارع العربية كما نراه ... فالدم عربي ... والقاتل عربي ... والسكين عربية ... واسرائيل تراقب وتصفق لحلم شبمون ولكنًا منعنا الخيانة العربية خاصة وأن اسرائيل وصلت الى غايتها بجهلنا وخيانتنا وتشتتنا المذهبي والطائفي والديني وطبعا انا اقول قولي هذا من واقع الأمر واختيار اسوأ الإحتمالات وأسوأ الطرق الموجودة امامنا والمنظورة منذ زمن ولحينه ... اقول قولي وأنا اكثر الناس كراهية لبني صهيون وأكثر وأكثر كراهية لجهلنا ولخيانتا ولنومنا الذي جعلنا نرى العربي يقتل عربيا ونرى التهديد العربي لبلد عربي باقتحام الارض بالقوة العسكرية كما حصل في اليمن وكما نسمع بالتهديد لدخول سورية والقضاء عليها بحجج واهية لاترضي الدين والعروبة ولكنها ترضي رغبة كل خائن وجاهل فبدلاً من توجيه سهام التهديد إلى من يدوس القدس بأحذيتهم ... نجدهم يتوعدون بعضهم البعض أليس من الأولى بنا أن نذهب إلى فلسطين للدفاع عن أرض المحشر والمنشر والموت على ثراها شهداء بحق أو نسلم الراية لإسرائيل فنحقن الدماء طالما إننا في كلا الحالتين ساقطين في بئر الدم والجهل والخيانة ... ساقطين في بؤرة الفك الصهيوني ... ويل لأمة نامت وفي غفوتها ارتقت الامم ... صباح الواقع الجميل ... صباح الخير ...