top of page
صورة الكاتبAdmin

الحرية ومفهومها - حسين علي يوسف عبيدات


الحرية ومفهومها - حسين علي يوسف عبيدات

-----------------------------------------------

بسمة الصباح ... صباح الخير ... سألني أحدهم عن الحرية ومفهومها وفيما إذا كان الإنسان حراً ويستطيع أن يفعل ما يراه مناسبا وما هو الفرق بين الحرية العاقلة والحرية المجنونة ...؟ سؤال جميل وله أبواب عدة يستلزم فيها عدة مفاتيح ولكل مفتاح شكل ونوع يختلف عن الآخر وبالتالي الموضوع واسع في جدله وكبير في أمثلته كأدلة على الإجابة ولكنني أفردت لهذا السؤال جوابا بسؤال يمكن الإنطلاق منه كأرضية ... انظر لذاتك ... وأجب فهل أنت حراً بالمفهوم والمعنى الذي ترغبه ...؟ ثم هل تريد حرية أم انحلالاً والفرق كبير بينهما ... نعم خلق الإنسان حراً ولكن تبدأ سلاسل القيد ترتبط وتتحكم بالفرد بالتساوي وبالتوازي مع إشغال العقل لملفات الحياة فالإنسان يُخلق وعقله خاليا من كل شيء ... عقل فارغ حر بسيط صغير يكبر ينمو يتعرف على العالم الخارجي ... بداية من عائلته المتكونة من والديه حتى يصل إلى مجتمع أكبر بتزايد نمو عمره الزمني وفي خلال مرحلة النمو تلك نجد بأن العقل والإدراك والتربية والإستعداد الذاتي للفرد وعادات وتقاليد المجتمع والأصدقاء ... كلها عبارة عن محطات وفواصل تغرز في العقل الكثير من الملفات فيٌشغل العقل بها ويتكون حينها المفهوم الذاتي للإنسان وكم من المفاهيم قد تضاربت مع الأُخرى نتيجة لظروف كثيرة فرضتها أحداث خارجية او نفسية خاصة بكل شخص وبالتالي فالإنسان بالمطلق بعيد عن الحرية ... لأنها نسبية ومرتبطة بأمور كثيرة ولا يمكن لأي فرد كان على وجه الخليقة أن يتصرف بمعزل عن القوانين والعادات والتقاليد والأعراف ورؤى الحياة ومفهومها فالإنسان الحر هو الذي يمتلك شهوات نفسه ويحجمها ليرقى بها للتوافق مع المنظومة الإجتماعية التي يعيش بها احتراما لكل المقاييس وهذه هي الحرية العاقلة لأن الفرد في هذه الحالة يكون قد قبض على التوازن وهذا معناه بأن الحرية نسبية ومقيدة وبالتالي فالبشر مرتبطون بذلك المعنى ... وطبعا نحن نصوغ عقلانية المنطق ولم ندخل في ترهات السلوك والفلسفة الفردية والنزعة الغربية لأن ذلك يؤدي إلى هرج ومرج والدليل على ذلك نظرة صغيرة إلى الدين ... وإلى المجتمع الذي نعيش به ... لنرى بأن هناك عدة قيود على كل شيء وبالتالي فالإنسان الحر ... حر وحر بقيد عقل يسمو به إلى العلا وحر بقانون ينظم شهواته فهو ليس بحيوان يلعب ويلهو باسم الحرية ... التي دمرت عقولا وحياة تحت مفهومها الخاطئ المجنون ... فلنكن أحراراً بفكر وهاج إلى الخير قوامه منطق الرؤية وأخلاق الحركة ولنسطر فكرة القول والرأي والجدل باحترام رؤية ومنظور الغير بعقله البالغ ... الرشيد انطلاقا من قول الإمام الشافعي ... رأيك صائب يحتمل الخطأ ورأي خطأ يحتمل الصواب ... صباح الحرية ... صباح الخير ...


٦ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page