ابو بكر الباقلاني وملك الروم - د. صالح العطوان الحيالي
----------------------------------------------- طلب ملك الروم من الخليفة أن يرسل إليه أحد علمائه ليسأله . فبعث له القاضي أبا بكر الباقلاني وكان أذكى علماء الإسلام في عصره...عندما سمع ملك الروم بقدوم أبي بكر الباقلاني و هو الملقب بسيف السنة، ولسان الأمة،، أمر حاشيته أن يُقَصّروا من طول الباب، بحيث لو دخل عليه الباقلاني يضطر إلى خفض رأسه و أعلى جسمه كهيئة الركوع، فيذلّ أمام ملك الروم و أمام حاشيته! لما حضر أبو بكر، عرف الحيلة فدار جسمه و دخل من الباب و هو يمشي للوراء بحيث دخل و قفاه موجه لملك الروم بدلاً من رأسه! فعلم الملك أنه داهية من الدهاة! فلما دخل المجلس وكان مع الملك حاشيته من الرهابنة ورجال الكنيسة بادر العالم أبو بكر الباقلاني الرهابنة بالسؤال:"كيف حالكم و كيف حال أهلكم و أولادكم؟ "فأرعدوا وأزبدوا وغضب ملك الروم وقال: "هؤلاء رهبان يتنزهون عن الزوجة والولد، فهم أشرف من أن يتخذوا زوجة وأطفالا ؟؟؟ !!!"فقال أبو بكر: "الله أكبر!!! تُنَزّه هؤلاء عن الزواج و الإنجاب ثم تتهمون ربكم بمريم، و لا تنزهونه عن الولد؟؟؟!!!"فزاد غضب الملك!!! قال الملك و بكل وقاحة:"فما قولك في عائشة التي زنت؟! قال أبو بكر: إن كانت عائشة رضي الله عنها قد أتهمت (اتهمها المنافقون والرافضة) فإن مريم قد أتهمت أيضا (اتهمها اليهود), وكلاهما طاهرة, ولكن عائشة تزوجت ولم تنجب, أمّا مريم فقد أنجبت بلا زواج ! فأيهما تكون أولى بالتهمة الباطلة وحاشاهما رضي الله عنهما ؟؟؟!!!" "فجن جنون الملك! قال الملك: "هل كان نبيكم يغزو؟!" قال أبو بكر: "نعم" قال الملك: "فهل كان يقاتل في المقدمة؟!" قال أبو بكر: "نعم" قال الملك: "فهل كان ينتصر؟!" قال أبو بكر "نعم" قال الملك: "فهل كان يًهزَم؟!" قال أبو بكر: "نعم" قال الملك: "عجيب! أنبيٌّ و يُهزم؟؟؟!!!" فقال أبو بكر : أصلب عيسى عليه السلام؟ فقال الملك : نعم فقال أبو بكر : "أإله و يُصلَب؟؟؟!!!" فَبُهِتَ الذي كفر!!! اللهم هيئ لهذا الدين أمرا رشدا يعز فيه أهل طاعتك و يذل فيه أهل معصيتك