كيف نبني حضارة الامم - حسين علي يوسف عبيدات
--------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... سألني احدهم كيف نبني حضارة الامم ؟. فقلت بعظمة الانسان فعاد الى السؤال وكيف نحقق ذاك ؟. فابتسمت وأشرت الى نفسي وقلت من هنا نبدأ بالتوكل على صناعة الفرد بأسس سليمة قائمة على ثقافة الصدق والإبتعاد عن النفاق وهذا الأمر لا يتطلب جهدا خارقا وإنما يحتاج الى إعادة بلورة الفكر والقضاء على كل المورثات البالية التي زرعتها عصور الإحتلال خلال اعوام مضت من القهر الفكري والإنساني ... ذهب الإحتلال العسكري وتم اجلاء القوات الاجنبية وبقي الإحتلال الفكري ... إحتلال غزا العقل العربي بوهم من الخوف والقهر والتخلف والرجعية بالوقوف على ابواب الماضي بجهل وعربدة وتعنت فكر ... حتى اصبح الإنسان قائما على مسلات من النفاق والإنبطاح نتيجة للخوف أو لضعف في قوامه الفكري الذي جعله في أزقة من المتاهة لما هو مطروح من افكار او مستجدات تجعله في الركب الأخير او لعدم امتلاكه جرأة اتخاذ القرار المناسب ولهذا الأمر اسباب عدة اولاً : لكونه إنسان مهزوز مجبول على عبودية إشتراها رغبة في إقتناص الفرص كما يلتقط العصفور الفتات من كل طاولة يراها امامه سواء كانت لعدو او لصديق او لتجرده من الله الذي يجعله إنسانا هائما في الحرام وطبعا هناك اسباب عدة لن انشرها لإننا ندركها ولكنها جميعها تؤدي الى بر الكذب الموصل الى نفاق مدمر الانسان وهادم البنيان لأي مجتمع وحضارة ... فالنفاق صورة لمرآة عصر باكمله ادى إلى هزيمة الحق وتفشّي الباطل مما اثر على العلاقات الإجتماعية وعلى كل شيئ فاغلبنا يصفق للباطل وهو يعلم بمدى بطلانه ولو بحثنا عن سبب هذا الغناء المداح لوجدنا باننا غير مرغمين على ذاك وإنما الرغبة في الظهور على السطح بجانب الباطل هو الذي دفع بصاحبه الى ذاك الموقف ... فيا أيها الإنسان إعقل .. واعلم بانك ضعيف في بعض الحالات وقد لا تملك جرأة الحق ولكنك تملك القوة في عدم التصفيق للباطل ... من هنا نبني عظمة الإنسان بقول كلمة الحق بالصدق مع الذات وعدم المراوغة لأنك خليفة الله في الارض ... ومن يتوكل عليه فهو حسبه و يجد المخرج والمأمن اللازم لحياته ... صباح التوازن ... صباح الخير ...