الاحتفال بعيد الام - حسين علي يوسف عبيدات .
-----------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... وردني ليلة أمس على الخاص اصدقاء معارضون بكتابتي للأم وعن الأم في هذا اليوم ... أصوات عديدة تصرخ وتقول بإن الإحتفال بعيد الأم حرام لكونه مستورد وتقليد للغرب وديننا الإسلامي شدد على أكرام الأهل وبالتالي لا يجوز تحديد يوم لإكرام الأم طالما الرسول صل الله عليه وسلم قد أوصانا بها خيرافي كل الأيام و كذلك القرآن الكريم قد ذكرنا بضرورة الإحسان إليهما ... وهذه ليست المرة الأولى التي أجد أصواتاً تخرج صارخة لتحريم كل شيء وببساطة وبسهولة لدرجة أصبحنا محاصرين بالمحرمات حتى في أصغر الأمور ... والسؤال الذي يفرض نفسه وفيه الإجابة ... أين التحريم في ذلك ...؟ ونحن نقر بدين الله اسلاما له مسلمين بكل ما جاء ... وأين الأثم ونحن نكبّر ونعظّم الأم ...؟ بالبِر على مر الأيام ثم نختار يوما لتعظيمها وتخليدها بيوم فيه من الفرح والسعادة بوسائل شرعية لا تتناقض والدين ... أين الحرام وفي هذه بدعة حسنة تدعوا وتذكر الناس ببر الأم ...؟ وأين الحرام في هذا السلوك وهو لا يتنافى وشرع الله فهل هناك نص قرآني ... ؟ او حديث نبوي شريف ... يمنع الناس من تحديد يوم للإحتفال بها ...؟ فإذا كان المبرر لتحريم عيد الأم منبعه التقليد الأعمى للغرب فأقول بأن عيد المعلم حرام وعيد ألملك حرام وعيد ألإستقلال والعمال حرام لأنهم مستوردون كما استوردنا عيد الأم ثم ألم نستورد العلم والدواء وكافة الإختراعات من الغرب فهل هذا حلال وذاك حرام وهل محاكاة الغرب بشيء لا يتنافى مع دين الله حرام ... كيف نبني الحرام ونقر به بسهولة ونحن لا نملك من العلم الذي يجعلنا في مستوى ذلك فالحلال بيّن والحرام بيّن ثم إن إصدار الفتاوى الشرعية بتحريم وتحليل الأمور هو خاص بمنصة علماء الدين الذين امتلكوا من العلم والمنطق والصدق الكثير فأصبحوا ائمة في اخثصاصهم قادرين على دراسة كل الحالات الشرعية من كافة نواحيها وإسقاطها على حوادث جرت بزمن النبي صل الله عليه وسلم أو بزمن الصحابة مستلهمين قرارهم بالقياس والإجماع ... فالفتوى أمر منوط بمنظومة وليست بفرد أو شيخ امتلك قليل من العلم فأصبح عالما ناطقا بالحرام والحلال فالفتوى منظومة قائمة على مجموعة من العلماء الكبار الذين يجتمعون لتحديد الحرام من الحلال وعلماء الدين من الازهر وغيره من مجالس العلم الشرعي لم يصدر أي فتوى تحرم عيد الأم ليأتي كلام مشايخ الشوارع او مشايخ المصالح بشكل إفرادي وبسهولة تامة لإصدار ما يتراءى لهم من قليل العلم باعتلاء مجالس الإفتاء وجميعنا يدرك مغبة ذلك ... ويعلم أي مقعد ينتظره ... ثم إن عيد الأم ليس بعيد شرعي وأنما هو عيد أجتمعت الإنسانية على تحديده لتخليد الأم التي خلدها الله تعالى وبالتالي لم ندخله في بوتقة الأديان الشرعية ليكون محرما وحراما والشيء الملفت للنظر فإن بعض من المشايخ يحرمون أمرا ويتركون الأمر الآخر بالرغم من التشابه الكلي بين الأمرين أو الواقعتين وإذا كان التحريم للشيء ناتجا عن تعامل الغرب به أو لكونه مستنبطا منهم فلماذا تحللون الزواج من أجنبية أو تسمحون للدولار بأن يفوق العملة الوطنية سمواً اوتسمحون بالتعامل به أليس اختراعا اجنبيا ...؟ أليس تقليدا للغرب ولماذا ولماذا أسئلة تدور وتبحث عن أجوبة فترى فراغا من الإدراك لكل الفتاوى الهدامة لأعظم دين على وجه الأرض ... دين أقرأ دين المنطق والعلم والتفكر ... دين المحبة والإنسانية دين الحياة ... ولكن بتلك الفتاوى والتحريم العشوائي تقتل الحياة ... وعلى الملأ أطالب بمنطق تحريم عيد الأم من منظور القرآن والأحاديث النبوية فمن يملك فصاحة العلم فليصدر قوله بالدليل وكفانا تحريما وكأننا آلهة ولا تنسوا بأن الله سبحانه وتعالى أكبر من تلك الترهات فويل لأمة أصبح الحلال والحرام فيها على كل لسان وويل لمن باع عقله لشيطان ارتدى عباءة الدين مظهرا لهدم أعظم الأديان ... صباح الحلال ... صباح الخير ... حسين علي يوسف عبيدات .