آداب القرآن - علي عبدرب النبي
-------------------------------
(موضوع لمصطفى صادق الرافعي نثرا أعجبني فقمت بترجمته شعرا)
معالي فطرة أبدى سناها كتاب الله اكدها حماها فليست عادة أو وهم عقل ولكن من طبائعنا جناها فإن الفطرة للمرء هاد وأمته تلقنه هواها فلولا الفضل من أدب النفوس لكانت أرضنا فوضى نراها ولن تغني الشرائع ماتعرت عن الآداب وافتقدت هداها دعا القرآن للخلق الكريم فكان عقيدة يسري ضياها به عرب جنوا كل المعالي فكانوا صفوة وذوي سناها أصاب شرائع الدنيا قصور وشرع الله للدنيا رضاها لقد كتب الفلاسفة وقالوا وليس لقولهم إلا جفاها فما قدروا على تطبيق قول وإن زعموا فقد قالوا سفاها كتاب الله يستهوي النفوس فما أدلى به يبدي صفاها لقد نبضت قلوب العرب جمعا لما سمعوه من عبر حواها بلاغته هي القول الحكيم ولفظته تسامت في علاها أرى العقل بلا خلق يزيغ ويمنعه ضلالته هداها إلى التقوى يرد كل فضل وليس الفضل للمرء عداها تساوي الناس في عرض الحياة وهل غير التقى يعلي بناها فضائلنا تؤكدها ثلاث حياة الناس يهجرها شقاها إرادتنا وقوتنا استقلت دعا المعروف برهان عطاها وحرية الآراء تقيم فرضا فلا ترضى النكير ولا السفاها ونفس المنتمي خلصت خلاصا من الوهم الذي يرسي شقاها فما كان النفاق لها سبيلا ولا كان التخاذل من جناها ولم يأت الفلاسفة بشيء يناقض ما عرفنا من هداها فما فعل الفتى إلا إيثار يحقق في جماعته مناها أرى عربا تخلوا عن هداهم بجهل لسانهم حلوا عراها فما فهموا من القرآن معنى سوى مافسر الجهال واها!!!! تغربنا عن الفصحى لأنا جهلنا بلاغة بذلت عطاها فلم تصف القرائح حين ولت نفوس العرب عن آي علاها فلا أثرا ولا تأثير يبدو إذا سدرت قلوب في عماها وليست تهتدي إلا نفوس أداب الفطرة مرقى بناها قوام الحق تدعمه ثلاث صحيح تناسب يرضي رؤاها وحيطتها من الحيف الممض فلا يطغى القوي في مداها وحد النسبة ألا يجوز بنو الترب إلى أمر عداها فلا نكران يعلنه قوي ليسحق إخوة ذلوا جباها ونهضتنا تحققها ثلاث إذا كان التواصل في رباها يدعم شرعها رأي طليق ودين الفطرة يحمي سماها وما الأخلاق إلا من إله كريم قد أمد في نماها وهذا منهج . الباري نراه ولن يعلو سواه في علاها يفك إسارنا من كل قيد إذا ماشهوة بلغت مداها دمار العالم المشهود يترى إذا انجرت عقول في عماها أساس نجاته مما يلاقي معان في القلوب تسل داها إذا كان الجميع على وفاق فإن إرادة الجمع فداها يقين المرء مسلكه العظيم إلى الأفعال محمود عطاها تسامى المسلمون فما تراهم سوى قوم تحلوا بحلاها فكانوا الفاتحين بلا سيوف وكان المقتدون بهم صداها
---------------------------------------------------
بقلم :علي عبدرب النبي الزاوية. ليبيا يوم الإثنين. 5.2.1996