معنى بسمتي الصباحية - حسين علي يوسف عبيدات
-------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... ... هي فكرة أو معلومة أو فرحة أو غصة ... في النهاية هي كلمة تهدي و تضل فمن شاء فليبتسم و يبكي أو فليؤمن ولكن عليه في كلا الحالتين أن يدرك درسا فيتنحى عنه أو يعلو به في حياته ليساعد في هدم صومعة الشر المتكاثرة في جوانب هذا الزمان وليكن في الماضي عبرة لان التاريخ يعيد نفسه بأسماء وأحداث جديدة في الشكل و متطابقة في المضمون ... ولا بد من السؤال هنا لماذا نكتب ونقرأ ...؟ هل هي مفخرة العصر أم عادة أم واجب وعبادة ...؟ وإذا قرأنا الكلمة ألا ينبغي أن نرتقي بها شموخا وأن نسعى إلى تحقيق الصواب بصناعةٍ من بذل الجهد ...؟ وطبعا هذا متعلق بالمستوى الفكري لكل شخص ولكن في النهاية تبقى كلمة الخير وطيب جمالها نافذة ولا تحتاج إلى قدر من الثقافة فهي تقوم على الرغبة المشتعلة في تحقيق المعاني وإلى عزم وإرادة لكتابة مناهج الكلم في الحياة خطوطا بيضاء ناصعة تدل على نتائج القراءة ... وجميعنا يدرك كيف كانت بساطة الحياة تدفع بالبشر إلى البحث عن الحكمة والكتاب والمعرفة حتى باتت الكتب والمعرفة ملتصقة بعقولنا ونفوسنا ولكننا نفر منها إلى ترهات القول والجدل العقيم ... نقفز من فوق المعرفة إلى شاطئ التسلية ونبحث عن الصور والوهم فرحة لقراءة عين خائنة وفكر بليد ترسمان في النهاية جملة من المفاهيم الخاطئة التي تحفر في المجتمع والإنسان دروبا مهزوزة منهارة في بنيانها ... نكتب ونقرأ وأنا أدرك بأن فكر الزمن قد اتخذ عنوانا هابطا في موضوع الثقافة والمعرفة ... ولكننا نكتب لذاتنا لنصوب نفسا تنحاز بالعدوى إلى أمثالها من البشر ... نجلدها بسوط من كلمة منيرة مضيئة تغذي جوانبها الخيرة بالنور ... نكتب ونقرأ لنبقى كما تعلمنا من رب السموات والارض إلهنا العظيم ...أقرأ ... أفلا يتدبرون ... أفلا تعلمون ...أفلا تبصرون ... نكتب ونقرأ لنفقه الدنيا ونبني الخير بالجدل والمحاكاة ... نكتب لكل عين مبصرة ولكل عقل يفقه القول ... نكتب لأنها مسؤولية وواجبة وفرض على كل مسلم وإنسان يرغب بالخير لذاته نكتب لأنها عبادة وإيمان تنشر المحبة في قلوب البشر فلا يتحقق الإيمان حتى تتجلى المحبة للغير كما تتجلى في الذات ... ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) صدق الرسول صل الله عليه وسلم ... نكتب ونقرأ حتى نعود بالحضارة وبالقراءة إلى زمن بات جاهلا أميا نائما في سبات الجهل والظلام عساه ينحدر تقهقرا فيعود الإنسان إلى خيره وفطرته ... صباح البسمة الصباحية ... صباح الخير .