top of page
صورة الكاتبAdmin

درس سوداني لحكام العرب - د.صالح العطوان الحيالي


درس سوداني لحكام العرب - د.صالح العطوان الحيالي

---------------------------------------------

شيء من الماضي " الزعيم السوداني اسماعيل الازهري يلقن الانكليز درسا قاسيا " عندما ذهب الوفد السوداني فى الخمسينات لمقابلة ملكة بريطانيا والتفاوض مع صاحبة الجلالة على استقلال السودان وخروج الإنجليز برئاسة الزعيم إسماعيل الأزهري، تعمد الأزهري الجلوس على عرش وكرسي الملكة البريطانية مما أصاب مسئول المراسم الملكية بالدهشة والارتباك والحرج، فـــــ دنا من الزعيم الأزهري يحدثه بأدب وبصوت خفيض: لقد أخطأت ياسيدي الرئيس فى البروتكول، هذا كرسي الملكة صاحبة العرش! فانتفض الأزهري شامخا يزار كاليث، وهو يوجه كلامه لكل الحضور بصوت جهوري طلق وانجليزية سلسلة سليمة: لا يا إبني أنا لم أرتكب خطأ بروتكوليا كما زعمت، لقد تعمدت الجلوس على كرسى عرش مملكتكم لكي أثبت لكم أيها البريطانيون وأثبت للجميع أنكم لا تطيقون جلوسي على مجرد كرسي يرمز للعرش ولو لبضع دقائق، بينما تعطون أنفسكم الحق فى الجلوس على عرش بلادي خمسا وخمسين سنة دون وازع من ضمير، ثم قام ليجلس على الكرسي المخصص له بعد أن دوت القاعة بالتصفيق من الجانبين السوداني والبريطاني، وفى اليوم التالي صدرت الصحف البريطانية وعلى رأسها التايمس والديلى والقارديان وقد كتبت فى الصفحة الأولى مانشتات وبالخط العريض: الزعيم الأزهري يلقن الإنجليز درسا قاسيا..(بالله عليكم في أرجل من هذا الزعيم، أو فى سياسي أروع وأذكى منه، أو فى ردود مقنعة غير هذا الغضنفر السوداني الذي تعمد أن يجلس على كرسي وعرش ملكة بريطانيا أكبر إمبراطورية عرفها العالم فى ذلك الزمان؟).. والحديث عن الأزهري يحتاج لمجلدات ولكنني سأختم لكم بموقف لا أعتقد أنه يتكرر فى مثل هذا الزمان، حكى سواق الزعيم الأزهري أنه خرج معه فى مشوار الساعة الخامسة مساء ولم يكن يعرف وجهته إلى أين، حتى وجد نفسه أمام قهوة يوسف الفكي بأم درمان وطلب منه الزعيم التوقف هنا، لماذا لا أدري؟ وعندما رأى يوسف الفكي عربة الرئيس جاء مهرولا إليه يسلم عليه ويحيه فيبادره الزعيم الأزهري: سلفني 30 جنيه.. يقول السائق: والله كاد أن يغمى علي، زول نزل علمين عشان يرفع علم السودان يجي يستدين 30 جنيه من سيد قهوة؟ لا وكمان اعتذر صاحب القهوة أنه ليس معه هذا المبلغ الآن، ويعود الزعيم دون أن يحصل على هذا المبلغ الزهيد والذى كان يريد أن يدفع منه راتب السواق 100 جنيه والطباخ خمسة جنيه والغسال 2.5 ويحضر مستلزمات لمنزله ببقية السلفة! ما هذا النبل وما هذا الصدق وما هذه الأمانة، زعيم يجلس على كرسي العرش البريطانى ويأتي باستقلال السودان ويموت معدما فقيراً..!!!! رحم الله الزعيم اسماعيل الازهري. قصة رائعة فيها عبر عظيمة اللهم أعد للأمة مجدها.


١٣ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page