التحرش .. - حسين علي يوسف عبيدات
---------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... بسمتي لهذا الصباح مهمة جدا و ظاهرة انتشرت في الأونة الأخيرة بكل مكان في الدول العربية وخاصة مصر وهي التحرش ...وكانت هذه الظاهرة قد صعدت للسطح أثناء الثورة وامتدت لتخبو مع مرور الوقت .... وما أرغبه اليوم هو طرح ذاك المرض على بساط الجدل ردا على تساؤلات عدة ... هل للفتاة دور في وجود تلك الظاهرة ...؟ وهل للخطاب الديني أثرا في ذلك ...؟ وهل للتكنولوجيا دورا فعالا في وجودها ...؟ اسئلة كثيرة ... في باقي الدول العربية لم نرى تلك الظاهرة بالرغم من الانفلات الامني التي تعيشها المنطقة وطبعا هناك تقارب جغرافي وتاريخي يجمع مصر والدول العربية بالإضافة إلى وحدة الدين والمشاعر وبالتالي لن استطيع أن أجزم بأن المحرك الأساسي لتلك الظاهرة هي الأنثى خاصة لو سافرنا إلى زمن الأربعينات لوجدنا بأن الفتاة كانت تمشي في شوارع مصر بأبهى طلتها ودون حجاب أو خمار يلفها عن عيون الرجال ... فالمشكلة تكمن في موضوع الحشمة التي نادى به الله الرجال والنساء إضافة إلى خلط ما يسمى بالثقافة الدينية والثقافة الفكرية حتى ظهرت فتاوى عدة تحرض على افعال دينية وباسم الدين وهي بعيدة عن منطق الدين ... فالاسلام كان سموح الرؤية والفكر ولم يأت بالأكراه وانما كانت ملامح التبشير والتنذير بالحسنى فالأنثى جسد وبالتالي ينبغي أن يلف بستار حتى لا ترقص عيون الرجال وهذا حق في مضمونه ولكن المرأة هي جسد وصوت وسلوك وفكر والدين طلب حشمة في السلوك والصوت والفكر كما طالب الرجل الذي اخرجته الثقافة الفكرية من دوائر الفتاوى ليكون السيد في جلد المرأة حين تخرج بعيدا عن الحجاب وسيادته تتجلى بموضع سياط من التحرش فالعقاب ينبغي أن يكون من طينة الفعل ... وللتأكيد على قولي أسأل لماذا تناول الخطاب الديني جسد المرأة فقط وتجاهل فكرها وسلوكها وصوتها ...؟ لماذا سمح لها بالصوت تنطلق وفيه إثارة ...؟ لماذا تناول الشكل الخارجي للمرأة دون المضمون أهذا هو الدين الحنيف أم هو خطاب ثقافي اجتماعي سياسي حمل بسم الدين ...؟ لذا اجزم ان التحرش لم يظهر إلا بتخطيط ممنهج ... ساهم شكل المرأة في فرضه بشكل ما وللتخلص من تلك الظاهرة لا بد من نشر الثقافة الدينية الصحيحة بعيدا عن الهوى ... صباح الشرفاء ... صباح الخير ..