العزيمة الصادقة والنوايا الحسنة - د. صالح العطوان الحيالي
--------------------------------------------------
شيء من الماضي " الدكتور فاضل الجمالي والحبيب بورقيبة والامم المتحدة والهيبة العراقية " ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عام 1954 كانت تونس ترزح تحت الانتداب الفرنسي حتى عام 1956 وهو عام استقلالها ،كانت فرنسا تسيطر بصورة مطلقة على كافة شؤون تونس وكانت تتحدث عن تونس نيابة عنها في المحافل الدولية والامم المتحدة ، وفي تلك الفترة ذهب الحبيب بورقيبة رئيس الحزب الدستوري الجديد في تونس والذي يحارب الاستعمار الفرنسي من اجل الاستقلال الى نيويورك وكان الدكتور فاضل الجمالي رئيس وزراء العراق في ذلك الوقت كان يتمنى الحبيب بورقيبة عسى ان يفلح في عرض قضية تونس امام المجتمع الدولي واستقلالها عن الاستعمار الفرنسي وحاول الدخول الى مبنى الامم المتحدة الا ان حراس المبنى منعوه كونه رئيس حزب ولايحمل صفة رسمية لحضور اجتماعات الامم المتحدة وحاول بورقيبة اقناع الحراس جاهداً عسى ان يدخل الى مبنى الامم المتحدة الا انهم لم يسمحوا له بالدخول، وفي هذه الاثناء مر الدكتور فاضل الجمالي والوفد العراقي فتساءل سبب الضجيج قرب مدخل الامم المتحدة واخبروه ان رئيس الحزب الدستوري التونسي الحبيب بو رقيبة يحاول الدخول الى قاعة اجتماعات الامم المتحدة الا أنه منع كونه لايحمل صفة رسمية.استدعى الدكتور فاضل الجمالي الحبيب بورقيبة وقال له (انت ستدخل الى مبنى الامم المتحدة بصفتك عضوا في الوفد العراقي) والتفت الى احد اعضاء الوفد ورفع شارة كتب عليها وفد العراق من احد اعضاء الوفد ووضعها على صدر الحبيب بورقيبة انت الان احد اعضاء الوفد العراقي ولن يستطيع احد ان يمنعك من الدخول الى مبنى الامم المتحدة ودخل بورقيبة مع الوفد العراقي وتحدث الجمالي امام الامم المتحدة بصفته رئيس الوفد العراقي وبعد فترة قليلة قال ساحيل المايكرفون الى اخي الحبيب بورقيبة للتحدث باسم دولة تونس الحرة ، وهنا ساد الصمت في القاعة وغادر الوفد الفرنسي قاعة الاجتماعات اثر اعلان الجمالي بهذا التصريح الخطير معبراً عن معارضته لهذا التصرف ، استلم بورقيبة المايكرفون والقى خطاباً حماسياً بطولياً نال استحسان الحاضرين واعجابهم ووقف الجميع يصفق ويحيي هذا البطل القومي ، وبعد انتهاء خطابه توجه بورقيبة الى الدكتور فاضل الجمالي وقال له (لاانا ولابلدي تونس سننسى لك صنيعك هذا). وبعد سنتين من هذه الحادثة إي في العام 1956 حصلت تونس على استقلالها من الاستعمار الفرنسي بفضل المبادرة الجريئة والشجاعة من الدكتور محمد فاضل الجمالي رحمه الله واصبح الحبيب بورقيبة أول رئيس لها. فـــــــــ فاضل الجمالي .. احد الموقعين على تأسيس الأمم المتحدة . وعام ١٩٥٥ وبمناسبة مرور خمسين عام على تأسيس الأمم المتحدة تم ارسال له دعوة حضور خاصة بالمؤسسين فقط .. كتب لهم رسالة قال فيها ان الأمم التي تحاصر بلدي وتقتل الاطفال والعجزة وتصنع الموت لن احضر احتفالها رغم ان الرجل كان مقيما خارج العراق وليس له علاقة بالحكومة وقتها . هذا العراق وهذا المسوول العراقي .. شلون چان هيبة