الكذب وأسبابه ... - حسين علي يوسف عبيدات
---------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... الكذب وأسبابه ... سألني أحدهم عن ملازمة الشخص للكذب ... فقلت هو عادة وطبع وخوف وثقافة وجبن ...عوامل مجتمعة ومتفرقة قد تلتصق بالمرء فيشب على تلك الآفة الهدامة التي تنتج عنها أثار
سلبية تصيب الشخص والمجتمع وطبعا لن أبرهن عن ذلك بقول خالقنا ورسولنا لأنها من البديهيات ولكني سأقصر مقالي حول الأسباب التي أدت إلى انتشار ذاك المرض ولنعد إلى المنزل وإلى الطفولة فنجد بأن الكذب ينتشر عند الصغار وهوعبارة عن أحلام وخيال ترافق الطفل بحيث إنه يسبح في عالم خاص ينسج من خلاله قصصا غير صحيحة لإثبات كينونته أو للدلالة على وجوده وقدرته على التعبير بلغته الخاصة ... حتى يشب عن الطوق قليلا فيهرب إلى الواقع ويستخدم الكذب كذبا للهروب من العقاب أو الدفاع عن ذاته في تبرير مواقفه وهنا تتدخل ثقافة الأسرة في تنشيط عامل الكذب أو التقليل منه من خلال مراقبة السلوك الناشئ عند الأولاد لاختيار أسلوب التعامل معهم من خلال زرع عنصر المواجهة وعدم الخوف من مصارعة أي حالة معينة وزرع قيم الدين بأسلوب الترغيب وليس بالترهيب ... حتى يكبر الطفل وفي عقله ملفات صحيحة تسعفه في مصارعة الحياة بحق الكلمة والموقف ... وجميعنا يدرك بأن الطفل يوضع في الدنيا بذهن خال فارغ من ملفات الحياة حتى تمتلئ بداية من اللغة وباستخدام الحروف والإشارات للتعبير عن الحالات المعاشة وطبعا تلك الملفات تقوم الأسرة بزرعها مع توفر عنصر الاستعداد لاستقبالها وفق الطبيعة التي جبل عليها الطفل بالإضافة إلى عملية التأئر بالغير الناتجة عن الوسط الخارجي ولكي نتجنب صراعا داخليا عند الأطفال ينبغي مراقبة الحركة الذهنية والعقلية التي تكتب بأفعال وسلوك يومي للتدخل في تصحيح ما يخترق العقل من معلومات وأفكار قد تكون خاطئة فيبنى عليها السلوك ومنه الكذب الذي تشكل صعودا وقوة في مراحل العمر حتى أصبح عادة ومنهجا للحياة فتبدأ عملية سقوطه ... صباح الصدق ... صباح الخير ... حسين علي يوسف عبيدات .