مجتمعنا وتردي الاخلاق - حسين علي يوسف عبيدات
----------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... هي بسمة نسلط فيها الضوء على سلبياتنا في مجتمعنا من خلال مشاهداتنا لواقع الحال ولقانون الأخلاق والإنسان ... قانون لو التزمنا به لصعدنا منبرا عاليا من المجد ولكن للأسف فكل واحد منا يحاكي الآخر باخطائه أو يغرد بالأنانية سلوكا وبعدم المسوؤلية مرة اخرى حتى وصلنا إلى الدرك الأسفل ( ويسألون عن النبأ العظيم ) فأقول في بسمتي هذه بأننا اصبحنا في حالة تفرد من الذكاء الوهمي لدرجة بتنا نملك درجة واحدة من العقل الراجح والفطنة والعبقرية اللاذعة والتي تمنحنا الحق في إعتلاء عرش المحاسبة واللوم والنقد والتجريح متجاهلين انفسنا من جلسة محاكمة لمحاسبتها قبل الآخرين ... جلسة مواجهة مع الذات ... حوار ذاتي فيه صدق المواجهة والقوة والقدرة على اصدار الأحكام بحق هذه النفس التي ارتكبت من التصرفات ما تسيئ الى نفسها ولمجتمعها وهذه المحاكمة تحتاج الى أسس بسيطة اولها الحرص على التقدم في بناء الهيكل السلوكي ومن ثم تحديد المواقف والأفعال وردود الفعل اليومية ومن بعدها التصميم على تجاوز كافة الأخطاء التي صدرت بسلوك إيجابي أكثر ولا ننسى ضرورة التسلح بالأنا الإيجابية ونزع فتيل الأنا السلبية لأنها قنبلة موقوتة تنفجر في لحظة تراكم فتؤدي الى خراب النفس الذي ينعكس سلبا على المجتمع وطبعا للوصول الى المحاكمة الذاتية ينبغي ان ندرك معنى هذا وان نعلم بأنه سيأتي يوما ما سنحاسب فيه على كل شيئ وبالتالي لا يحق لنا محاسبة الأخر او توجيه اللوم والنقد او أي شيئ إلا في معرض الحاجة إلى النصح لأن التدخل في امور الآخرين أمر نهى عنه الرسول صل الله عليه وسلم في حديث فكيف باللوم والنقد الفارغ وممن لا يملكون الصفحة والمصلحة ثم لا بد من الإشارة إلى خطوط جميلة في عملية النقد المبني على النصح المتولد من الغيرة والمحبة وتندرج تلك أهم الخطوط في نشر عدوى الجمال للسلوك الإيجابي بمعنى ان نسحب الآخر بحبل الفعل الجميل الذي يلامس الروح والوجدان ... فسلوكك أيها الأنسان هو نقد وانقاذ وبناء وحضارة ... ويومك في آخر نهاره جلسة محاكمة لمراجعة المواقف لتجنب كل خطأ في اليوم الثاني ... صباح المحاكمة ... صباح الخير ... حسين علي يوسف عبيدات .