الكلام الممل ... - حسين علي يوسف عبيدات .
--------------------------------------
بسمة الصباح ... وصياح الخير ... لقد مللت و تعبت من الكلام و المتكلمين ... تعبت نفسي من كل الكلام حتى ضاعت هويتي و فكرتي بين الكلام و المتكلمين ... استيقظ في الصباح فأرى الكلام جالسا بجانبي على صفحات الرسائل أو في الهاتف ... اغادر الفراش مع فنجان القهوة فيتبعني الكلام و ينتصب صارخا هيا أخرج إلى العمل .. و أسرع في إرتشاف قهوتك ... و إذا صمت الصوت في أذني وجدت ألمذياع يبث برسائله التي تجعلني اعود إلى الكلام في تحليل كل ما تناهى لسمعي فاقطع هذا الصوت أو يسكت من تلقاء نفسه لأسمع اصوات حركة السير في غرف البيت فاهرب لعملي فإذا بصوت الباعة تنادي بضائعهم والآخر يصرخ لزميله و الثاني يتنبأ احوال الطقس و في جهة أُخرى صوت يعلو في الخلاف مع رفيقه ... فاركب سيارتي وانطلق في الشارع و اصوات السيارات تزمجر و تصرخ بأغانياألصباح و إذا وجدت صمتا في ركن ما ... إنبرت الرياح لتتكلم لغتها حتى بت أكره كل الكلام وكل المتشدقين خاصة و إن كل من يتكلم له لغته ومنهجه الخاص فالكلام متنوع و المتكلمون كثر و متنوعون و من هنا يكمن الملل و التعب و الإرهاق و الخلاف و الضجر ....لأن الكلام و المتكلمين به متنوع فهناك طائفة المتكلمين المستضعفين الذين يعيشون ظروفا قهرية في ألحياة و طائفة المسنهزئين من الدنيا واشخاصها و المتعلمين و السياسين و الجاهلين و المجرمين ... كلام في كل مكان ... في الفضاء وفي الأرض وفي الهاتف والسيارة حتى صار ألكلام يخرج من تحت ألأرض ... فهل يوجد في العالم طائفة من الخرسان..؟ خرسان لم يصلهم كلام الإشارة لأنتمي إليهم فيصمت الكلام ويخرس المتكلمون فيعم السلام والهدوء ... صباح الصمت والكلام الإيجابي ... صباح الخير ... حسين علي يوسف عبيدات .