رسالة الى حواء - حسين علي يوسف عبيدات
----------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... عزيزتي حواء .. بيتك و أولادك هم أهم رسالة في الحياة فلا تفرطي فيهم ... أعجب كثيراً لنساء يتركن بيوتهن فريسة للإهمال من أجل نجاح زائف مهما عظم ...!! و هنا يطرح السؤال نفسه على الجميع ...... لماذا تتعلم المرأة و تعمل ..؟ و ما هي رسالتها الأساسية في الحياة .. ؟ ومن رأيي الشخصي أن المراة يجب أن تبلغ أسمى و أعلي مراحل العلم و التعليم و الثقافة بل يجب عليها ألآ ينقطع تعليمها لذاتها بإنتهاء مراحل التعليم أالمعتادة و يجب أن تتعدي المرأة ذلك بكثير فإن أنهت مراحل تعليمها تفرغت أيضا إلى تعلم أساسيات الدين و التفقه ... ولقد تثقفت في جميع نواحي الحياة فألمرأة العصرية هي ركيزة و عماد المجتمع و هي النواة الأساسية لرقيه و تقدمه و قيمه وأي مجتمع و مدى تقدمه يعتمد مما لا شك فيه علي ثقافة المرأة لأنها و بكل بساطة قادرة علي زرع بذرة التقدم و الحضارة في أولادها و أجيال بعدهم ممتدة بلا حدود و لكن إن وضعت المرأة التعليم كوسيلة فقط للعمل فلن تجتهد لأن تتعلم أو أن تنقل العلم لأجيال و أجيال بل ستقع بين شقّي الرحى .... في العمل الخارجي و التزامات بيتها و ستظل في تلك الدّوامة تفني فيها وقتها و طاقتها و تكون هي الخاسرة الوحيدة في ذلك لأن الجميع يحاول أن يأخذ حقه منها بدون رحمة أو شفقة و لا يراعي أو يتنظر إلى تبعيات ذلك أو إلي أي طرف أخر .... فالكثيرات من السيدات العاملات في مختلف المجالات يقعن في مشاكل عدة بسبب عملهن و أول تلك ألمشاكل هي عدم مراعاة الازواج لهن و الضغط عليهن لإستغلالهن ماديا و معنويا رغم أن الشرع و الدين الزم الرجل بكفالة المرأة و عدم المساس بأي حق مادي لها دون رضاها المطلق و ثاني تلك المشاكل و للأسف هي الإهمال في حق أولادهن و تركهم في أقسي الظروف بسبب ظروف العمل الذي لا يعرف أي تقدير للظروف الخاصة و ثالثا تسلط بعض المدراء على المرأة و كأنه يفرغ كبتا فيها لمجرد إنه يعرف مدى حاجتها للعمل و هناك العديد من المشاكل التي يضيق بحملها كاهل المرأة مما يضيع حقها في أن تحيا حياة كريمة و لا أستطيع أن أقول إن هذا هو ما يحدث لكل النساء و لكن شريحة ليست بالقليلة منهن و مما يوضح الصورة بشكل أفضل أن المجتمع الحديث أعطي المرأة الفرصة و حرية العمل و لم يعطها حقها في الراحة أو يكفل لها حقوقها الإنسانية و يضمن لها الكرامة داخل و خارج منزلها و لم يراعي أهم نقطة أن عمل المرأة في تربية النشئ و إخراج جيل متعلم و مثقف و على قدر من الأخلاق و الدين يضمن للمجتمع التطور و الرقي والإزدهار هو أسمي و أعظم عمل و لم يضمن لها حقها في ذلك بل جعل الجميع ينظر لربة المنزل بنظرة غير مرضية من ناحية .. و من ناحية اخري لم يضمن للمرأة العاملة حقوقها كاملة ... و مم لا شك فيه إن بعض فئات المجتمع و طبقاته تعتمد على عمل المرأة في زيادة دخل الأسرة و تحسين وضعها الأجتماعي و تلك مهمة صعبة علي المرأة . فلا بد على الأسرة ان تعينها عليها و أن يتكاتف الجميع لحفظ كيانها و حقها. و لقد كونت رأيا بسيطا عن عمل المرأة فوجدت أن أنسب عمل للمرأة خارج منزلها و تواجدها سيكون أساسيا في تطويره هو العمل في مجال ألتعليم خاصة تعليم النشىء الصغير في المراحل الأولى و الطب بتخصصاته التي تخص المرأة و الطفل و أيضا الأعمال الإجتماعية فهي بعاطفتها و حنانها و طبيعتها تستطيع أن تقدم أقصى ما لديها في تلك المجالات دون أن تهدر طاقتها أو ان يضيع حقها ... و أخيراً اوجه كلامي إلى كل إمرأة عاملة : لا تضعي نصب عينيك أن عملك فقط هو إثبات لذاتك فالكثير من السيدات الفضليات أخرجن لمجتمعنا جيلا من العظماء دون أن يذكر إسمائهن و لكنهن أثبتن إنهن أعظم قدرا من أي سيدة ضحت ببيتها وإستقراره من أجل نجاح زائف .. و إلى كل ربة منزل ضحت بمظهر قد يكون خادعا و كرّست حياتها في سبيل إعلاء شأن بيتها و النهوض به و إنتاج جيل متعلم ومثقف و متدين و إلى كل إمرأة إضطرتها الظروف للعمل أعانك ألله و رزقك حسن ثواب الدنيا و الآخرة ... و لكن إن وضعتك الظروف في مفترق طريق بين عملك و بيتك لا تترددي و أحسمي أمرك لبيتك فهو أبقي لك و أخيرا الى رجال العصر ألحديث رفقا بالمرأة و لا تظلموها بعمل جائر و لا تتجبروا عليها فهي دفة المجتمع نحو التقدم و أحسنوا إليها ووجهوا طاقتها بشكل يضمن لها كرامتها ... و إلى كل رجل يستغل زوجته و يسخرها للعمل و لا يحافظ عليها كلمة واحدة " إتق الله" ... و رفقا بالقوارير ... اوصيكم بالقوارير خيرا ... صباح الخير حواء ... صباح الخير ...