أين نحن من واقعنا المرير - حسين علي يوسف عبيدات
----------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... ابدأ بسمتي بشيئ من التنويه او التذكير لموضوع قد يبدو تافها ولكنني أراه هاماً وبناءً عليه فانني اقدم إعتذاري لكل من يرى بعباراتي تطفلا أو تدخلا ولكني سأقول كما قال رب العالمين ( فمن شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وقال تعالى (فذكّر لعلى الذكرى تنفع المؤمنين ) وقل الحق ... ومن هنا سأنطلق في رؤيتي التي لمستها خلال مرافقتي لهذا العالم الإفتراضي ... عالم الكتابة والإبداع ... عالم الخيال والحياة ... جاء روادها من كل صوب وحدب جاؤوا ليخطوا ماتجود أقلامهم بأجمل العبارات من شعر وقصص وخواطر ... نسمو فيها و منها في عالم من الجمال ولكن السؤال الذي أود طرحه للنقاش وهو اننا جميعا نملك العلم والمعرفة والمعلومة ومع هذا نبتعد عن تسطير اي فكرة او معلومة تزيد في عمق إدراكنا خاصة واننا ننتمي الى وطن عربي كبير متعدد في ثقافته وعاداته وتقاليده وان توافقت مع العادات والثقافات الأخرى في بلد آخر ولكنها تختلف في الخصوصية وفي بعض الجزئيات التي تنفرد بها كل دولة عربية عن الاخرى ... فأين الأقلام التي تشحذ المداد لتكتب عن جمال البلد أو عاداته او منابع ثقافته وأين المعلومة الإجتماعية أو العلمية التي نسمع عنها ولا نراها في هذا العالم الإفتراضي وأين نحن من هموم واقعنا المرير وآهاته والأمه واتراحه وافراحه ... أين نحن من كل هذا ... لقد استطاع الغرب ان يدفع بنا الى ترهات القول وسطحية الحياة حتى اصبحنا في عالم من الضياع ... ففي مكتبتنا العربية وفي تاريخنا عظماء الفكر والجدل وفي ديننا و قرآننا دروس وعبر فلنقتحم تلك الدرر ولنكتب بعمق عن الحياة ولنحيا بعالم فيه من المنفعة ما يسمو بالعقل الى الجدل ولكن للأسف فاغلبنا يسرع الى الشعر والحب والوجد والهيام وكأننا عانقنا السماء بالمجد والرفعة و لا ينقصنا إلا عبارات الوجد ... نعم الشعر جميل وبديع والخواطر الفكرية التي تغوص في عالم الخيال أجمل ولكننا اصبحنا جميعا شعراء لا نملك صنعة إلا الشعرحتى اصبح في كل منزل شاعر وكأنها موهبة لمن لا يملك موهبة اخرى ... حسنا ان اردنا ذلك ... ولكن التنويع امر ضروري وحضاري وعامل هام في تطوير الفكرخاصة واننا نملك القدرة على طرح اي موضوع في شتى المجالات حتى نصعد قليلا بالوجدان الى عالم يتناسب مع نعم الله التي مدنا بها لإستغلالها بالطرق السليمة وإلّا فويل من امة عاشت في عالم من الترهات وفي يدها علم حضارة دفعت بها الى فضاء من الإزدراء واستهانت بنفسها وسبحت على الشاطئ خوفا من مشقة التعب واستسهالا بما لديها ... ويل لأمة حققت رغبة الغرب وجمعت التطور بيدها بدلا من فكرها ... ويل لأمة داست على الواقع والحقيقة بوهم وخيال كاذب ... أعود الى قولي وأنا ادرك بانكم ستخالفونني الرأي وهذا حق لن اصادره ولكني سأجيب بأن شعراء العرب كانت لديهم رؤى فكرية وصنعة تحثهم على طرحها في المجالس فلنقتدِ بهم ان اردنا الشعر ولنجعل من هذا العالم الإفتراضي يغوص في اعماق الدنيا وهموم الحياة وبحر الإنسان المملوء بالجواهر القادرة على طرح الجدل ... من خلال الشعر والقصة والمعلومة بكافة انواعها وامور اخرى موجودة في الواقع ... أي التنوع للخروج من القوقعة لنرى الفائدة ... صباح التنوع والفائدة ... صباح الخير ...