الألم مدرسة ... - حسين علي يوسف عبيدات
-------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... الألم مدرسة ... هل فكرت يوما ان تغوص في باطن ذاتك حين تقلق اوتغضب او تحزن ...؟ كيف تنصت الى الأنين بداخلك ...؟ كيف تتفاعل معه ...؟ و ما طبيعةألإحساس الذي تحسه و يؤلمك او يقهرك و يعذبك ...؟ هل تحس نفسك حينها تفكر ام فقط تزمجز ... ؟ هل تعطي للعقل مجالاً للنظر ام هي فقط النفس من تتحدث ...؟ أسئلة مطروحة على الفكر اثناء غليان نفسك ... القلق و الغضب و الحزن وكل اخوانهم الآخرين ... يتركون في النفس شعورا عميقا بالألم ... الألم شعور بالقرف من النفس او الآخر ... و احساس بالقهر و المعاناة و الأذى العميق ... الألم صلي النفس و صلبها و إوجاعها , و كلما طال في الزمن تحول هما مطبقا وحزنا دائما و احساسا بالأذى متواصل ... الألم شعور تتفاوت الناس في طريقة التعاطي معه , فيهزم البعض و يوقظ ذهن البعض ويعلم البعض فنونا و مهارات لا يمكن تعلمها لا في الكتب و لا في المدارس, فالألم كان دائما مدرسة العظماء , منها تخرج الفلاسفة و النبغاء و عظماء المفكرين .... الألم ان أحسن التعلم منه ترقية وتهذيب ... من لم يتتلمذ في مدرسة الألم انّى له ان يتعرف على حقيقة الأحاسيس الباطنية , وانّى له ان يعرف معنى المشاعر .... الألم يعلمك الغوص في البواطن و التلقي عن الداخل العميق , دروسه عون على الحياة , و مجلد معين على الفهم السديد لتفاعل كيمياء المشاعر عند الناس .... ألألم اسرار كلما غصت فيها فتحت لك ابواب معرفة جديدة رهيفة عميقة , معرفة بمشاعر الناس و احاسيسهم و آلآمهم , مداها و عمقها , تتعلم كيف تقرؤها في العيون و في الكلمات و في التصرفات , تتجلى لك بينة في افعال و ردود افعالهم ... ومن اسرار الألم : ان تحوّل هماً و غماً ومعرفة مداخله و مخارجه , كيف يلج الى الداخل العميق وكيف يغوص ...؟ ماذا يحدث في الداخل ...؟ كيف تتجاوب معه النفس ...؟ اين موقع العقل و القلب منه ...؟ كيف يستقر و يسكن ...؟ و في سياق المخارج , كيف تتعامل معه كيف تخرجه كيف يخرج كيف تحارب اثاره ...؟ كلها اسئلة تستفز فينا العقل و الشعور ... و من آلآم الحياة و تجاربها نتعلم الاجابات عنها ... مع امنياتي لكم بالتوفيق والسرور الدائم إن شاء الله ... صباح الفكر المنير ... صباح الخير ...
------------------------- حسين علي يوسف عبيدات ...