بسمة الصباح ... صباح الخير ... - حسين علي يوسف عبيدات
------------------------------------------------------ معنى البسمة ... يفترض بتلك البسمة الصباحية المداعبة لأحاسيس البشر أن تحمل سعادة سريعة وأمل حلم يرتكز عليه العقل البشري حتى يبدأ صباحه بالتفاؤل ولكن أي مداعبة وواقع يومي ينخر بكل حواس الإنسان حتى باتت البسمة قاحلة جرداء تحكي قصة ألم ومعاناة قد تختلف من شخص لآخر ومن مكان لغيره ... نعم الأمل ضروري والحلم واجب وملح حتى تنتصر إرادة البقاء وأي بقاء هذا ومخاطر تحف بالنفس والزمن لدرجة نجد صعوبة أو استحالة في رؤية فرد واحد في العالم يعيش ألما طبيعيا تفرزه دورة الحياة ... حاولت أن أرسم صورة ضاحكة أو أن انحت في تلك البسمة تمثالا من الحروف الباسمة علها تنعش قلبا واكبه حزن طارئ أو وجعا مؤقتا ولكنني فشلت في هذا لأن قاعدة الوجود العربي هو الألم الدائم والوجع المستمر وبالتالي لا يمكن للنفس أن تخرج عن دائرة الإحساس والواقع المعاش لتسطر أكاذيب وإشاعات أمل ... بل لتكتب بسمة صادقة مفعمة بالفرح والحلم ... نعم هي بسمة نطلقها من واقع معين نضع عليه من حروفنا بلسما واقيا مانعا قاطعا أو نقبض على مشرط نمزق به كل زوايا الإنحدار حتى نصل إلى الفرح وقد يسألني أحد ... وهل بقي أمل في سلوك قوم هو آيل للموت ... ؟ هل يستطيع المرء أن ينقذ سفينة إبحار تصارع عواصف الريح وغضب الموج ... ؟لقد عشعش الخراب في البنيان وهدم صوامع العز والفخر فهل للخراب مركز علاج ...؟ نعم فروح الله لا ييأس منها إلا عنيد أعمى متجبر ... والأمل الحقيقي في نفس للخير هي صاعدة لهدم كل سلوك سلبي حتى ينتشر الخير ويدور دورته الطبيعة ... والخير هو عبارة عن شجرة كبيرة فأغصانها تلامس الأرض والفضاء ولكل غصن أوراقه التي تتوزع على معالم الحياة ... فتسقط على البشر لتجلب السعادة والرقي وقد نجده بداية في السلوك وهو الأقوى في صناعة الحلم والبسمة والفرح ... وهذا يتمحور في أبسط الأمور قد نجدها في كلمة صدق أو في إزاحة الضرر عن الغير بإحساس وحدة المشاعر أوفي عدم رمي الأوساخ في الشارع أو في تجنب إثارة القيل والقال والبعد عن فوضى الاستهتار وامور أخرى منتشرة على سطح حياتنا فتساعد في خلق معاناة وألم يحد من حرية تنفس الفرح ... سلوكيات صغيرة يمكن أن نتجاوزها بشيء من المحبة والأنا الإيجابية لبناء السعادة ... هذه هي بسمتي الحقيقية فيها وجع الواقع ومعاناة الحياة قد لا تدغدغ الإحساس بالفرح الفوري اللازع ولكنها تمهد له طريقا ...صباح البسمة ... صباح الخير ... حسين علي يوسف عبيدات ...