ليلة رأس السنة ... - حسين علي يوسف عبيدات
----------------------------------------
همس المساء ... مساء الخير ... ليلة رأس السنة ... رقم جديد في عالمنا يضاف إلى أجندة العمر والأ يام بكل التفاصيل الإيجابية والسلبية ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا قبل ان نبدأ العام الجديد في البقية الباقية من عمرنا ...؟ ماذا بقي من العام القديم وماذا فعلنا فيه ...؟ وهل كانت لياليه كباقي السنوات أم كان عام علم وفائدة ...؟ قفزنا من خطأ التجربة إلى جناح الصواب أم هو يوم وعام يضاف ويسقط من الذاكرة والنفس ...؟ وماهو الشيء الجديد الذي حققناه وتعلمناه من توالي الأعوام ...؟ ففي الغرب يقف المرء أمام ذاته محاسبا لما فاته ولما قدمه بفكر محايد حتى يبدأ يومه أو عامه الجديد بشكل مختلف يحقق فيها سعادة وأمل وفرح يليق بكل سنة يعيشها ... بينما نحن العرب نساق بالأعوام كما تساق الدواب دون أي فائدة تذكر سوى إننا لا ننسى الطبل والزمر احتفالا بمرور العام وهذا سبب للإنحدار الذي أدى الى الإنهيار الكامل في جميع مراحل حياتنا ... قد يقول قائل نحن الآن في أخر يوم من عام يرحل لنستقبل عاما جديدا ولنحيا بالأمل والفرح دون أي منغصات من التشاؤم ...؟ لست متشائما ولن أحيا دون أمل ولكني اصرخ بالفكر والإدراك لبني قومي وعالمي بأن نرتقي ونخرج من عباءة الجمود والضياع والمهاترات بالوقوف لحظة صدق نحاسب فيها أنفسنا بشكل جدي وكامل قبل أن يأتي يوم سنحاسب فيه على كل صغيرة وكبيرة ... فنحن جميعنا نعيش في بوتقة الحياة بخيط يجمع الناس بشكل دائري لا يمكن لأي فرد الخروج أو الانفلات من تلك الشرنقة وبالتالي فان سلوك الفرد هو صورة مجتمعه وأطار ذاك المجتمع وحركة أشخاصه هي حركة الأمم لذلك ينبغي علينا أن نعيش لأنفسنا بخير السلوك ليحيا الآخر بشكل صحيح وليكتب الزمن بصمته في كل عام على جدرانه عنوانا مختلفا عن العام القديم وليكن يومنا هذا يوم فرح بالعمل على مراجعة الأيام الخوالي لتنقية الشوائب ولتجاوز كافة الأخطاء في الأيام القادمة وكل عام وجميع البشر بألف خير وسنة مملوء بالسعادة والمحبة والحياة ... مساء الوداع والاستقبال ... مساء الخير ...