حديث الجمعة: ركوب الخير - حسين علي يوسف عبيدات
-------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الجمعة ... كلام وكلام في كل يوم واعلم جيدا بأنه قد يقرأ او يهمل كما نهمل الحياة بزحمة الدنيا ولكن الذي اريده من نفسي قبل الآخرين ان نقف لحظات مع الذات لمناشدتها للصواب وليكن هناك شر ومعه قليل من صواب الخير علنا نصل الى جمالية السلوك الايجابي بالتعود حتى تكتمل القناعة فيهرب الشر الى منطقة اللاشعور ... والسؤال الذي يطرح نفسه ...: هل ركوب الخير أمر صعب ...؟ وأنا أدرك بان كل شخص يرغب بالسفر إلى الفضيلة ولكنه يتعثر وتزل قدمه فتبقى الأمنية في ذاكرته لعبة ترواده في الليل ... نعم اعتلاء الفضيلة والركون إليها من الأشياء الثقيلة على النفس وخاصة في هذا الزمن فالقابض على دينه كالقابض على جمرة من نار ... صدق رسولنا الكريم ولكن من يمتلك الإيمان قوة راسخة يمتلك عزم وحزم الإرادة لتصويب السلوك ... وطبعا هذا الأمر يحتاج إلى ساعة من محاسبة النفس ومراجعة تفاصيل وجزئيات العمل الذي كتبه الفرد في يومه حتى يفرز ويقًوم من سلوكه في اليوم الثاني وهكذا حتى يتجانس السلوك مع الفضيلة وقد يسأل سائل ويقول هي الدنيا بقانون واحد فكيف سأتمرد عليها وأخالف الركب لأنطلق على صهوة خيل متعثرة في مشيتها فأصل متاخرا" خاليا من نعم الدنيا ومكاسبها ...؟ والكل يتسابق في لملمة غنائم الفرص باقتناصها بكل الوسائل ... ستصل أيها السائل لأن الساقط لا يعود وقانون الشر هدام والوزر في العنق كحوصلة في الطير دون الغير وكل لربه مقاد وباللوح مقاس وبالوزر مداس ... فأين انت من ذلك اليوم البعيد القريب ايها السائل المغوار فهب الى العقل والتفكر والتدبر قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولاشراء وزغرد بالقلب والعقل والنفس بشهادة لله وللرسول وامتطي عمرك برحلة في رحاب الرحمن ... أللهم اغفر هفوات خطأ كتبناه بايدينا فلفظه العقل بالندم وارحم نفس للخير قطعها شيطان مريد وانصرنا على انفسنا واكتبنا من الصالحين ... آمنا بك ربا وبمحمدا نبيا ورسولا فاغفر لعباد جاؤا بالمفغرة والرحمة يطلبون من رب كريم يدرك خفايا النفوس وانصر اهلي وبلدي ووطني والبشر اجمع على كل شر والحمدلله حمدا كتيرا ... جمعة طيبة للجميع ... صباح الجمعة ... صباح الخير ...