غرناطة والوطن العربي - حسين علي يوسف عبيدات
--------------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... غرناطة والوطن العربي ... الأندلس في القديم تلك هي قطعة من أوروبا رحل اليها العرب فاتحين ناشرين حضارة القوة والثقافة واستطاعوا ان يعيشوا فيها ردحة من الزمن فاقت السبعمائة عام بفضل التدهور السياسي والحضاري في إسبانيا وبفضل القوة القانونية وعوامل اُخرى أدت إلى فتح اسبانيا في ذاك الوقت ... ولكن لو اردنا البحث قليلا في مجريات ذاك الفتح من خلال الغوص في طبيعة الارض الجغرافية والعلاقة الاجتماعية والاقتصادية والقانونية الناظمة لأحوال تلك الدويلات التي تم تجزئتها بين القادة الفاتحين واصحاب السمو للخلافة الأموية لوجدنا بان النتيجة الحتمية لسقوط الأندلس كان قد بدأ منذ بداية الدخول لأن المؤامرات والفتن والاصوات كانت قد بدأت تخرج من الشارع الأندلسي بتحريض من اصحاب الارض ( الإسبان ) مستغلين طيش بعض الأمراء والفساد الذي بدأ ينتشر نظرا للعلاقات الدموية التي تجمع مابين الخليفة والأمير ولن ادخل في الحركة التاريخية لسقوط غرناطة إلا من باب الإسقاط على وطننا العربي الكبير ... سقط العرب علما بانه كان هناك بعض الحركات في المغرب العربي فمثلا المرابطون ويوسف ابن تاشفين الذي كانت له القوة المطلقة بالمغرب والذي كان له الفضل الأكبر في مد الدعم العربي في الأندلس لأ كثر من ثلاتمائة عام حتى سقطت غرناطة بفعل خيانة وجهل ومؤامرات كل إمارة او دويلة اتخذت لنفسها حصنا متلازما مع التفكك والأنصهار مع ابتسامة امراء اسبانيا الذين تحلقوا بالفتن لضرب كل إمارة بكل الوسائل ... كانت حتى جاء اليوم ليبكي أميرها كما تبكي النساء ويسلم مفتاحها وللحامية . غادر البلاد نادبا جهلا وطمعا وخيانة وفسادا ومؤامرة واسبان ... فهل يعيد التاريخ نفسه ويسقط الوطن العربي بشكل نهائي كما سقطت غرناطة ... نعم فعلم التاريخ والحياة يؤكد بان الأيام تتدوال والتاريخ يعيد نفسه باشخاص جدد و باعوام جديدة وبظروف قد تختلف وللتأكيد على ذلك أقول فلنقرأ تاريخ غرناطة ولنقرأ واقعنا العربي فسنجد إنهما متشابهان في كل شيئ ... فغرناطة و الأندلس واقع الوطن العربي بكل مجريات القصة والفارق الوحيد بينهما باننا كنا في الأندلس فاتحين ولسنا اصحاب ارض ... فأين انتم أيها العرب وأين أنت أيها الوطن العربي من التاريخ ... صباح ألأمجاد ... صباح الخير ..