السلطان و هرتزل - حسين علي يوسف عبيدات
---------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... السلطان و هرتزل ... قصص وروايات كثيرة صاغها قلم المؤرخين بكثير من التزيف خاصة من أولئك الذين يكتبون بدافع الكره او الحب فقلمهم يصنع الدمار والخراب لانهم يصنعون تاريخا للمصلحة والمنفعة ومن قراءتي للعلاقة التي نشأت بين القصر السلطاني وهرتزل استطعت أن ارى خيوط العلاقة بشيء من المنطق نظرا للاطار السياسي العام في ذاك الزمن والحق يقال بأن عبد الحميد الثاني لم يخضع لأي مغريات او لأي ضغط اقتصادي او سياسي مارسه اليهود الذين استطاعوا ان يلفون اعداء الدولة العـثمانية تحت بوتقتهم لممارسة االخناق على عبد الحميد باشا لاعطاء الشعب اليهودي فلسطين موطنا يلملم شتات يهود العالم ولكن وبالرغم من الضائقة المالية التي مرت بها الدولة في ذاك الوقت لم يستطع هرتزل أن يرغم السلطان على التنازل عن فلسطين ولكن رغبة هرتزل بانشاء وطن قومي لليهود وسعيه الدائم وراء كل الفرص جعلته يحقق النجاح ولكن كيف ومتى وما هي الظروف التي كانت محورا قويا في اختراق الثغرة وتحقيق الهدف ...؟ وقبل الولوج في رسم صورة الماضي لابد من القاء الضوء على تيودور هرتزل المحامي اليهودي المجري الثري والمراسل الصحفي والصحفي اللامع لكي نستطيع ان نتخيل مجرى الاحداث في اعوام سبقت انعقاد مؤتمر بال بسويسرا لكي ندرك قوة اليهود وتعبهم في خلق وطن لهم بعد شتات وقهر دام لسنوات عدة حتى جاء هرتزل وكتب كتابه عن اليهود فلفت كافة انظار السياسين الى مشكلة اليهود بضرورة خلق تجمع يهودي قائم على اساس دولة موحدة كباقي الدول الاخرى منعا من اجواء الفوضى التي يعيشها اليهودي والتي تنعكس على بقية الشعوب ... وفعلا اصبحت قضية الشعب اليهودي محورا هاما عند الانكليز والالمان والفرنسين حتى اخذوا فلسطين ولن ادخل في جزئيات الامور اكثر لانني اريد هدفا واحدا مما اشرت اليه وهو اننا ينبغي ان نتعلم كيف نبني اوطانا وامامنا شعب معزول ملاحق مقهور ... مضطهد فأصبح بعزيمة ابنائه من اقوى الشعوب في العالم بفعل العقل والحب الذي جعلهم يستغلون كل الفرص ويركضون وراء مصالحهم بقوة من خلال رسم الخطط للايقاع بالدولة العثمانية وهي في حالة نزاع وموت ... ولا انسى كيف كان هرتزل ينتقل من مكان لآخر سعيا وراء هدفه الذي جعله بطلا قوميا عند اليهود ومؤسسا لدولتهم التي تم تشيدها بقوة الفكر والمكر والخديعة وطبعا هذا لا يعني محبتي للصهاينة وانما تقديرا لمعنى احياء الموتى ... كما يجب ان ندرك بان عبد الحميد الثاني لم يتخلى عن فلسطين كما جاء في بعض الاقوال بل كان حريصا على عدم التفريط بالارض المقدسة كما فعل غيره من حكامنا العرب بحيث باعوا انفسهم للشيطان حتى قتلوا المنطقة العربية بدم بارد ... وذبحوا خير أمة اخرجت للناس حتى صارت قشة في مهب الريح تعاني ويلات الانكسار ...فهل نتعلم وندرك كيف نحيا بعد الموت ...؟ صباح العلم والحياة ... صباح الخير ...