top of page
صورة الكاتبAdmin

حكاية باب - حسين علي يوسف عبيدات


حكاية باب - حسين علي يوسف عبيدات

---------------------------------

بسمة الصباح ... صباح الخير... حكاية باب ... مع شقشقة الفجر وانبلاجه من عتمة الليل الساكن بسواده أمسكت قدحا من القهوة ارتشف لذة الصباح مع أغاني فيروز وقبلة من سيجارة تنثر ضوءا خافتا تسبح الفضاء بالدخان الأبيض بدأت يومي مع ملك الله وجمال اللحظة ولكي تكتمل الفرحة كان لا بد من ترتيب أوراق خيالي لمعطيات ومتطلبات ذاك اليوم الوليد ولكي أعانق نعم الخالق يجب أن أركب البساط السحري وأجوب الشوارع وأتسلل إلى مساكن البشر لأرى النفوس والعقول والأشياء من منظار حقيقي ويالها من رحلة جميلة تشحذ النفس بالطاقة الإيجابية وتجعلنا في حالة انشراح وسرور حين ترى السماء وهي مكحلة بخيوط بيضاء من شتى الأشكال وكأنها مزرعة مليئة بقطعان الماشية أو إنها كالبحر الهادئ الراكن الجميل وفي وسطه قمر مشع مضيء بالنور وطبعا رحلتي كانت في يوم شتوي لم أر القمر وإنما رأيت ضياء خجلا يظهر من وراء الخيوط البيضاء ... لوحة ربانية يسجد لها كل كافر ... تحملك في قارب من الفكر للسؤال عن عظمة صاحب هذا الكون الذي اعطى من جمال عظمته فكر الحياة وقبل ان اسرح بعقلي في جدل وسؤال أدركت بأن العودة باتت وشيكة ولا بد من فتح أبواب المنازل والدخول إليها لأسرق لنفسي فرحا وفعلا وجدت البعض يتلوى من الألم وفي فمه و انفه أنبوبا رفيعا يسعفه بالهواء بالرغم من كثرة الهواء المنتشر في الأرض ... يتأوه على فراش كبير وحوله خادمة وممرضة وطبق من أطعمة وفاكهة وأمامه شاشة عرض قد تبعث فيه حركة من الضجيج تبعده عن الملل والبعض الآخر يحتسي الكحول وهو في غيبة عن العقل وهناك في البيت المجاور رأيت طفلا يصرخ من الجوع والأم تتلوى حزنا وهي تحاول أن تسعفه بالطعام وأمله في الصباح كذلك شاهدت عائلة تسكن غرفة بسيطة يؤمها خمسة أفراد يلتحفون الأرض فراشا وغطاء يجمعهم كأنهم جسد واحد تركت الحي وانتقلت إلى غيره علني أجد بسمة فرأيت من يصلي التهجد ويناجي ربه بصباح خير فيه من رزق العمل زيادة ومن الصحة دواء ومن النجاح أملا ومسكنا ... اغلقت الباب وخرجت وقبل أن أستقر في غرفتي سمعت صراخا فأنصت السمع فإذا بأفراد يوزعون المال ووالدهم مازال في بيته ميتا ... والدراهم تروح وتأتي من يد لأخرى ومن شخص لأخر والصوت يعلو وكل يريد الزيادة وأنا كذلك أريد زيادة في السعادة والحمد بعد أن رأيت فكرا يتوه وتعلمت بأن وراء كل باب حكاية وأجمل الحكايات قصة الصحة وقصتي هي بأن نعمل لدنيانا وكأننا نعيش أبدا وأن نعمل لآخرتنا وكأننا نموت غدا ... نزلت البساط وعدت إلى قهوتي وسيجارتي وفيروز حتى ارتفعت كلمة الله اكبر في السماء تعلن الصلاة فذهبنا إلى الله بالحمد وبدأ النهار بزقزقة عصفور جريء أراد الغناء في الشتاء فقد مل الحبس والهدوء ... فأدركت بأن الغناء خارج السرب موقف العظماء ولحن تفرد فلنكن مع الله قبل أن نكون مع البشر ... صباح السعادة ... صباح الخير


٦ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page