أوجاع - حسين علي يوسف عبيدات
------------------------------
همس المساء ... مساء الخير ... اوجعتني الحروف التي تاخذ بيدي ثم ترميني على قارعة الطريق .. اوجعتني الدموع التي تسقيني من ينابيع الظلم كؤوسا تجرف قلبي الغريق ... اوجعتني ولم انس باني يوما كنت حطبا في احضان الحريق ... اوجعتني والنيران تحرق في قلبي كل احساس جميل ... اوجعتني ولم يعد لي في جوف ذكرياتي سوى صورة تدمي قلبي العليل ... هل لي بيد حنونه اضعها تحت خدي كوسادتي ... هل لي بعين ارى بها سعادتي ... هل لي بقلب لا ينبض كي لا يقتلني ... هل لي بمن يجيبني ليقول :ْ قلبي لقلبك منذ الولاده ... ويدي وهبتها لكي تمسح دمع الإساءه ... وعيني تمنت رؤيتك يا اغلى انسان ... لتضمك بالجفنين وتروييك حنانا ليس له نهايه ....ْ اوجعتني قسوة من احببت باخلاص ... اوجعتني قسوة قلوبهم عليّ وعدم الاحساس ... اوجعتني حتى اعتقدت انني لم يعد لي قلب لم اعد اشعر بنبضاته ... لم اعد اشعر بالدم يجري في عروقي ...لانهم كانوا الدم الذي يجري في شراييني ... كانوا النبض للقلب والانتعاشة للروح ... اوجعوني حتى اصبحت لا ادرك هل انا من الأحياء ام إنني من الأموات اكون ...اوجعوني حتى ادركت ان كل الكون توقف ليشهد هذا الوجع في سكون وذهول ...مؤلم ان ياتيك الوجع ممن كانوا لك الهواء الذي تتنفسه وقطرة الندى التي تنعشك ... اصبحت الحياة والموت سواء ... روحي تنسحب من بين ضلوعي رويدا رويدا وانا اصارع جرحي ولم استطع المقاومه ...اشعر اني استسلم لقدري ولم تعد لدي ارادة للحياة ...فلما الحياة وكيف سأحيا والروح لا تابى البقاء ... تريد ان تذهب الى حيث لا الم ولا جروح ولا عذاب ولا استهزاء ... تريد ان تغادر الميناء بدون رجعه ولم تعد تريد البقاء ... تريد ان تسمى الى مرتبة لا تناشد فيها ولا تلام ولا تهان ...فهي اقتنعت تماما انها لا تنتمي الى هذا الزمان ... نزلت فقد لتجد ضالتها ولكنها اخطات المكان ... واصبحت تائهة ليس لها عنوان ... صبحت كورقة سقطت من شخرة في اكبر بستان تتلاقفها الرياح في ارجاء المكان ... واصبحت لا تعرف اين سيكون المستقر في النهاية حين يحين الاوان ... اوجعتني حبيبتي الحياة ولم اعد اعرف النهايةو المصير .. اوجعتني حتى انني لم اعد اذكر غير اوجاعي التي انثرها كلما سرت في الاثير ... اسابق اطياف الحروف بقدم واحدة .... وانظر الى السماء بعين واحده .... واهمس في قلبي اهاتي الصامتة ... وابكي ثم ابكي ولكن اين قطرات دمي المتساقطة ....ابحث عنها لعلها هنا او هناك تحت الرمال ... ولكن ... تستمر الحكايه ....فهذه هي الحكاية... مساء الحنين ... مساء الخير ..
.