بسمة الصباح ... صباح الخير ...الجنون والعقل ... عنوان لزمن معاش لا ندرك من هو العاقل والمجنون وقبل البدء في طرح السؤال لابد من تعريف معنى العاقل لنقف على الفرق بينه وبين المجنون ... فالعاقل هو الذي يملك الإدراك ويعلم ماذا يريد ويسعى لتحقيقه بفكر واع وحر ... بعكس المجنون الذي لا يملك ذرة واحدة من قوى الإدراك والمعرفة وطبعا لكل واحد طريق ينطلق فيه ولكن السؤال الذي يطرح ذاته يجعلنا نستعرض واقعنا المعاصر لنحلم بأي طريق سنختاره أمنية و هدف ... من الذي يحس بالسعادة والفرح أكثر في عصرنا الحالي ...؟ من الذي يعيش أزمات المرض والإنفعال ...؟ فلو فتحنا خزائن البحث لوجدنا بأن المجنون يعيش حالة من الهيام والضياع لفكر وضعه على قارعة الطرق فأصبح في حالة فراغ كامل تبعده عن مصادر القلق والتوتر فتغني السعادة طربا لحياته في زمن الحروب والقتل والدم والإنهيار والإنفلات والضياع والوجع ... زمن مجنون ... زمن بشري مسعور في غرائزه لا يحسه المجنون ولا يعرف معاني الحركة فهو في عالم خاص به بعيد عن تكاليف الدنيا ومصائبها ... بينماالعاقل بهذه الدائرة وبهذا الزمن المصنوع من جنون الغير نجده يرقص مذبوحا من الألم والحزن والمرض لأنه لا يتوافق مع فكرهم وحياتهم ... وبالتالي لو عدنا إلى السؤال وقلنا أي أختيار تشير إليه ...؟ أو بمعنى آخر هل تحلم أن تكون مجنونا في هذا الزمن أم عاقلا في زمن المجانين ...؟وطبعا الإختيار سيكون وفقا للرؤية الفكرية ... وبالتدقيق السليم أجزم بأن الإنسان سيختار الجنون حلم حياته في زمن مجنون بعقلائه الذين هدموا صوامع الفكر وقتلوا جمال الحياة وزرعوا الخراب في كل شيء دون رادع طبي يحكمهم فهم عقلاء بمفهوم خاطئ ... صباح العقل والجنون ... صباح الخير ...