top of page
صورة الكاتبAdmin

دكتاتورية وتاريخ - حسين علي يوسف عبيدات


بسمة الصباح ... صباح الخير ... دكتاتورية وتاريخ ... بما إن التاريخ هو سجل ناطق لكل الأحداث الجارية في الماضي والذي يتناول أحوال البشر بكافة مجريات الحياة كان لا بد من تصفحه بكثير من الدقة و الشفافية للوقوف على شخصيات حكمت العالم بقوة الصوت الإنفرادي مع الإشارة إلى حقيقة ثابتة وهو إن التاريخ يكتب دوما بقلم قوة المنتصر ولا يؤرخ الحقيقة ولهذا ينبغي أن نتحرى البحث والمقاربة والمقارنة بين كل الأقلام حتى نحقق عملية الإستدلال والإستنتاج ويجب أن نحكم على الحادثة التاريخية من منطق وقانون زمنها ... والتاريخ كان قد ذكر شخصيات عديدة من الماضي قد اثرت في الحياة ببصمة سلبية أو إيجابية في زمنها وتركت صورة تاريخية يمكن أن نقف عندها ومن بين تلك الشخصيات السلبية الدكتاتورية نذكر نيرون حاكم روما الذي قتل امه وجميع أساتذته ومن ثم أحرق المدينة وبقيت النيران مشتعلة لأيام عديدة ... وكذلك جنكيزخان الغازي المغتصب المغولي الذي اخترق العالم بحروبه وقتل وذبج وأحرق كل أعدائه ... ولا ينسى التاريخ تيمورلنك الحاكم التتري الذي حكم بلاده بقوة من حديد وانفراد من الصوت المدمر ... والذي غزا العالم بقوة إجرامية دمرت كل الحضارات ولكن يذكر بأنه كان مولعا بالثقافة فشيد العديد من لمكتبات ... ولا أدري كيف تكون هذا التناقض في شخصيته ... ولو فتحنا صفحة اخرى من التاريخ القريب لوجدنا ستالين وماوتسي تونج وموسوليني وهتلر وغيرهم وهم حكام روسيا والصين والمانيا وإيطاليا ... حكام لحقوا بأجدادهم وكتبوا معنى الديكتاتورية بشكل واضح فهؤلاء الحكام استطاعوا أن يشكلوا حكما حديديا قائما على قوة من الجيش أو على قوة الأحزاب التي تخضع لسلطة الحاكم وقد يصرخ احد كم سائلا"... كيف يتحقق لشخص حكما إنفراديا ...؟ وما هو تعريف الدكتاتورية ... ؟ فأقول : بأن الدكتاتورية هي سلطة تقبض على جهل الشعب بمفتاح تحرك العقل والمشاعر لأهداف وطموحات صاحب السلطة بحيث يكون الصوت الآمر لكل مقاليد الدولة وطبعا نجد الدين في هذا الموقع أداة استحواذ لمشاعر العامة وبالتالي لا بد من شراء رجال الدين لكتابة الإجتهاد الملائم لحركة الحاكم والذي يدور و يتحرك وفق رؤية ومنظومة السلطة المنفردة والذي يؤسس لنفسه سياجا من القوة العسكرية أو من الأحزاب التي تتولى كل واحدة منها دورها في توطيد قانون الحاكم وهذا الأمر لن يتحقق إلا بغياب المؤسسات والصحف والبرلمان ولهذا كان التاريخ قد اشار إلى إن ستالين لم يستطع أن يدخل الكرملين إلا بقتل جميع خصومه وبطريقة فيها من الجبن والغدر الشيء الكثير فنراه يستقبل معارضيه وخصومه في قصره حتى ينقلهم كأس من الكحول إلى عالم الأموات بمساعدة أعوانه فيختفي صوتهم في صرخة دكتاتورية وجهل عارم وغفلة من نوم للشعب الذي صفق لنصر ستالين في بناء صرح روسيا ولكنه صرح قام على فكر خاطئ نرى نتائجه الآن على أرض روسيا ... وقبل أن أغلق صفحة الدكتاتورية لا بد من السفر إلى المانيا لرؤية صورة هتلر وهو يبسط سيطرته الكاملة على أراضيه بإرغام الشعب على اعتناق حزبه النازي والإنطواء تحت عباءة فكره لدرجة يقال بأن الجماد صرخ والتحف بالنازية مبدأ وجوده ... نعم لهؤلاء الأسماء اسما في عالم التاريخ وقد تكون قد أعطت شيئا لبلادها وحققت نصرا جميلا في بعض الأمور ولكنها أرادت الإستغلال والسيطرة الذاتية بجنون من العظمة حتى سقطت في النهاية بقوة الغير ... صباح الديمقراطية الحقة ... صباح الخير ... بقلمي : حسين علي يوسف عبيدات.

٣ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page