بسمة الصباح ... صباح الخير ...حرب تشرين .. حرب عام 1973 ... حرب العرب مع الصهاينة فالجميع يدركها ولن اسرد بطولات الجيش السوري او الحيش المصري أو اعود الى كيفية انطلاق الحرب والإنتصار لانها اصبحت بفعل الزمن باهتة ومستهلكة ولذلك سأحصر مقالي ضمن نقطتين وهما اولا ...: الرغبة المشتعلة الحقيقية لكل شخص عربي في تحقيق النصر ... ودخول الحرب بأي وسيلة كانت مع العدو خاصة وان مصر عاشت حربا سميت بحرب الاستنزاف والتي بدأت من عام 67 ولغاية حرب تشرين ... اذاً كان هناك الم وتصميم ووحدة مشاعر وتلازم ورغبة في تحقيق النصر عند الشعب السوري والمصري فالأراضي المصرية والسورية مستباحة ولابد من استرجاعها بالقوة ولأول مرة في التاريخ المعاصر نجد وحدة الحلم والتخطيط السياسي والعسكري ووحدة الرغبة والتعاضد بين القادة والشعوب وبين قادة الوطن العربي فالكل اشترك في الحرب فهذا التكاتف هو الذي ادى الى الإنتصار الساحق في كلا الجبهتين السورية والمصرية ... جاءت نقطة الصفر واعلنت الحرب في 6 تشرين الاول وبدأ الإنتصار ليأتي بعده الإنكسار كاثر هام لتلك الحرب التي جعلت من الصهيونية والإمبريالية تخطط وتدبر المكائد السياسية لقتل الصف العربي وخرق وحدة المشاعر وكان لها ذلك بتوقيع مصر على اتفاقية كامب ديفيد ... تلك الإتفاقية التي وقعها الراحل انور السادات رغبة في استرداد سيناء بالصلح مع عدو لا يمكن ان يتحول الى صديق والدم العربي مازالت اثار دمائه ماثلة وشاهدة في مدرسة بحر البقر وفي الجولان والقنيطرة وغيرها وقد تكون لخطوته تلك النوايا الطيبة ولكنه نسي وتجاهل بانها بداية الإنحطاط والانكسار العربي وبداية تفتت القيم الأخلاقية في كافة المناحي الحياتية بالإضافة الى زعزعة الوحدة وانفصام الرؤى بفضل التطبيع ... إنكسار ملحوظ تجاهله الراحل في ارض سلمت له وفق شروط عديدة لا يتسع المجال لذكرها ولكنني استطيع القول بانها اقرب للتبعة من التحرر فلايحق لمصر نشر قواتها العسكرية كما تشاء فالقيد مفروض ... بالاضافة الى عزل مصر عن الوطن العربي فترة ادت الى بتر الوحدة والتكاتف مما نتج عنه التمزق والضياع وهذا ما أرادته اسرائيل وهذا هو الإنكسار الذي ولد من رحم تشرين ... ولكنها تبقى مفخرة الإنتصار العسكري الساحق الذي هز عرش العالم وعلمهم درسا في بطولة الشعب السوري والمصري والعربي ... فلكل شهداء تشرين ولكل شهيدفي سبيل الله والوطن الرحمة ... صباح الإنتصار .... صباح الخير ...