بسمة الصباح ... صباح الخير ... الشجاعة والعدل ... سئل الاسكندر الاكبر وهو صاحب الانتصارات ... ايهما افضل في بناء الحياة الشجاعة ام العدل فقال لو امتلكنا العدل لما احتجنا الشجاعة ... وانا اقول لابد من توفر كلاهما في الدنيا الا اذا كان الاسكندر يقصد بان العدل هو مفتاح الشجاعة ونتيجة حتمية لهذا لانهما متلازمان متحدان في المعنى وحركة الانطلاق بالتوازي ببعض الحالات وقد نجد الاختلاف بينهما كبير وفق معطيات الامور فالعدل هو الانصاف في اعطاء كل ذي حق حقه اما الشجاعة فهي القدرة على اتخاذ المواقف في شتى المجالات وباعتقادي من يمتلك الحق والشجاعةحاز العدل او العكس كالفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه صاحب العدل الاول وهذه ليست بقاعدة يمكن الانطلاق منها لاننا قد نجد الشجاعة ولا نجد العدل او نجد العدل ولا تتوفر الاخرى في كل المجالات ولكنهما في النهاية قوة ضاربة في بناء حياة الامم ولهذا جاء قول النبي صلى الله عليه : ( ساعة عدل واحدة تساوي ستين سنة عبادة وجور ساعة اشد من ستين سنة فيها من المعاصي ) ولهذا انتشرت قوة الاسلام القائم على بنيان متين بابه الحق وجداره العدل نظرا لتحذير الله لكل من امتلك مقود العدل وانحرف به ليكون مصيره في النار فقاضي في الجنة وقاضيان في النار لسوء استخدامهما لمنظار العدل كما اشار نبينا صل الله عليه وسلم وهذا صحيح لان موت القاض العادل في اي مكان هو اكبر مصيبة وكارثة تحل على الدولة لان بموتهم يموت العدل وتموت الحياة وتتأثر مجريات الدولة بعكس موت القادة فالحياة العامة لا تتأثر بموتهم وتأكيدا على ذلك في البداية والنهاية الى ما اشار اليه الله تعالى في كتابه حول العدل وضرورة الحكم به لانه اساس قوة الدنيا والملك ولا انسى قول تشرشل زعيم بريطانية حين سئل عن قوة دولته الاقتصادية ابان وبعد الحرب العالمية الاولى فأجاب كيف القضاء والعدل ليتأكد من سلامة بريطانية كما ولا بد وان يحضرني قول الخيام ... عش راضيا واهجر دواعي الالم ... واعدل مع الظالم مهما ظلم ... في النهاية فان ا لعدل والشجاعة هما وجهان لعملة واحدة عند اسوياء الفكر والرؤية وكلاهما يؤثر بالاخر ولبناء الحضارة لا بد من توفر اركان العدل حتى لا نضرب بمقتل ولنستحوز على القوة الاقتصادية التي تولد من رحم شجاعة المواقف في بسط جناح العدل او العكس ... صباح العدل والشجاعة ... صباح الخير ...