بسمة الصباح ... صباح الخير ... الطوفان ... سألني أحدهم لماذا تعيشون السكينة والهدوء والفرح المتخبط فقلت ألا تبصر بلدا وموطنا فيه من الظلام والحروب والقتل والموت والغلاء ما يجعل العقل يتلبد ويهدأ ويتقوقع في زاوية باردة تعيق الدماء عن عملها ... فيا أيها المبصر في عينيك و الأعمى في بصيرتك ارتحل بنظرك إلى منطقة القبور وانظر إلى ساكنيها فهل ترى صوتا أو حركة فالميت لا يقوى نفسا فإن رأى عجز عن الكلام وإن تكلم فصوته مخنوق مقيد وإن امتلك قوة الصرخة فصرخته تتوه في فضاء الصم والبكم .. نحن في عالم عشوائي قدر الله فيه (أمرا جللا ) وكتب على الدار والباب خلاصة القصة ... هنا مرقد ناكر النعم وكافر الخير ... هنا الطوفان ونوح قد غادر المكان والزمان كما أكل الغضب أقوام مضت ... يقولون بأن يوسف قد مات وأخوته قدعادوا إلى الرشد وبأن التاريخ لا يكتب نفسه ولا يعود بأشكال وصور ومعان أخرى ... كيف هذا وصورة يوسف تتجدد كل يوم في اسم خالد او فهيم أو نادر أو أي اسم اخترعه الزمن الحالي ... ويحك أيها الأعمى في بصيرتك أما زلت تسأل المريض عن دائه والعلة كالشمس ساطعة –ويحك أيها السائل وأنت في عينيك رؤيا خائنة تحلل وتحرم وتكتب وتصرخ وتسأل والعيب فيك ومنك فارحل بسؤالك لنفسك وكفى بالقول هباء" وفرقعة في زحمة الشر .. فأنت أبن أمة سبقت الدواب شرا" ففار التنور وجاء الطوفان فهل من عودة لنوح أو من مغفرة ترمي علينا بالرحمة ... صباح الأمل بالرحمة ... صباح الخير ...