بسمة الصباح ... صباح الخير ... الحاسوب ...أنا ... يقال بأن تعقيدات المرء تزداد بالتطور التكنولوجي كما يقال بأن التقدم الحضاري يولد فلسفة سلبية تهدم المجتمع نتيجة لكل أنواع الجدل وأقول أيضا بأن قليل من العلم يبعدنا عن الدين وعن الحقيقة المجردة ومن هذه الأقوال أشير إلى صورة الإنسان وخاصة العربي لكونه يفتقد لموضوع التوازن في حياته ومرد ذلك ضيق أفق فكري وطفولة تعشعش في النفس تريد أن تعوض ما فاتها من كسب ما ... سواء مادي أو معنوي وبالتالي نراه يجنح إلى التطرف في كل شي ... وجنوح انساننا العربي في زمننا هذا يتمحور في استعماله للحاسوب ذاك الجهاز الذي طغى على حياتنا كالطفيليات أو كمنزل عنكبوت ملأ فراغ العقل وسيطر على التفس والفكر وجعله لغة العصر بين كافة الشرائح الإجتماعية في يد كل إنسان حاسوب والقلة النادرة نجدها قادرة على التحكم به وبالتالي استغلاله لمنفعة خاصة أو عامة ومع هذا التحكم العقلاني نجده قد وضع المشاعر والعواطف في خانة التلبد فالكلمة غطت تعابير الوجه والحرف أصبح لغة التواصل بين البشر بالإنزواء في غرفة ينطلق منها إلى الآخرين وأي آخرين ... وهم عالم من وهم يختبئون وراء شاشة تخفي مشاعرهم وانتماؤهم وحركتهم الحقيقية بما فيها بطاقتهم الشخصية ولو وجدنا حقيقة وصدق في بعض الأشخاص فإننا قد لا نرى روحهم التي تكتبها تعابير الوجه وحركة الجسد فرؤية الوجوه تزيد وتأجج المشاعر وتبني جسورا من العواطف الصاعقة لكل عواصف الهوى الذاتي والفكر الشيطاني ... هذا بالنسبة للاستعمال الإيجابي للفيس ولكن كيف تكون الحالة في حالة الاستغلال السلبي ... كيف يكون المنطق وأغلب شبابنا يعتنقونه فكرا للتسلية واللعب ... كيف يكون الوضع وجميعنا ينحدر مع حاسوبه منهجا للمعلومة واساسا فكريا للثقافة ...؟ كيف تتحقق صلة الرحم وهي أهم أعمدة البناء الإجتماعي ...؟ كيف تكون حالة الأسرة العربية وفي يد كل طفل حاسوب يلعب به ...؟ فالحضارة والتقليد الأعمى يفرض حالة من السعي الدائم لتحقيق مجارة الآخر بشكل عشوائي ... كيف تتحقق ثقافة الأخلاق بين أفراد الأسرة ...؟ وكل فرد يحمل سلاحه بيده ليشهره بالمجاهرة والندية ضاربا" بكل أوجه العلاقات القائمة على التبعية وخاصة في سلم التدرج الإسروي المؤلف من الوالدين والأخوة ... كيف يتحقق منطق الإنتماء السليم لفكر واع منظم قائم على المعلومة الصحيحة ...؟ كيف تتم وحدة المشاعر والأحاسيس بين الأشخاص وهذه هي حضارة العرب المغلوطة ...؟ هذا هو منطق الصعود إلى الهاوية وهذا هو واقعنا العربي الذي يلهث وراء زيف الغرب حتى أصبح عبدا ذليلا ... صباح الحضارة ... صباح الخير ... بقلمي : حسين علي يوسف عبيدات.